حذرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا من تزايد خطر "التشرذم وإلحاق الضرر بالمدنيين" بسبب الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وأكدت اللجنة أن التدخل الإسرائيلي يهدد السلام "الهش" في سوريا وذلك في بيانها أمس الجمعة، معتبرة أن الغارات الجوية الإسرائيلية والتهديد بالمزيد من التدخل العسكري وتوسيع "إسرائيل" احتلالها للجولان السوري ومحاولاتها في تقسيم المجتمعات، تهدد أيضاً زعزعة الاستقرار في سوريا.
وتابعت اللجنة في بيانها: "ينبغي أن يكون تاريخ سوريا الحديث بمثابة تذكير بأن التدخلات الخارجية غالبا ما أدت إلى زيادة العنف والنزوح والتشرذم".
وقالت اللجنة: " إن الاشتباكات المميتة ذات الأبعاد الطائفية في ريف دمشق، والتي امتدت إلى محافظة السويداء، أمر مثير للقلق العميق بالنسبة لمسار سوريا نحو السلام المستدام الذي يحترم الحقوق".
وأشارت اللجنة إلى أنه لا يمكن أن تبدأ سوريا في إعادة بناء الثقة بين مجتمعاتها المنقسمة إلا من خلال دعم سيادة القانون وضمان العدالة والمساءلة وتقديم التعويضات للضحايا وعائلاتهم.
وقالت اللجنة: "إنه يجب على الحكومة المؤقتة أن تضمن إجراء تحقيقات فورية، ومحايدة ومستقلة في هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة مرتكبيها من خلال عمليات تتسم بالمصداقية وفقا للقانون السوري".
وشددت اللجنة على أن تنامي التحريض وخطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي يؤجج "العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا"، مطالبة الأطراف المشاركة في التصعيد بسوريا على وقف الأعمال العدائية فوراً والسعي بجميع السبل المتاحة إلى وقف التصعيد والانخراط في الحوار.
كما شددت على ضرورة إيلاء الأولوية لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية ومنع حدوث مزيد من النزوح.
ولفتت لجنة التحقيق الدولية المستقلة إلى أن الاشتباكات الأخيرة، التي أعقبت أعمال العنف في المناطق الساحلية السورية مطلع آذار الماضي، تسلط الضوء على الوضع الأمني الهش في البلاد، والحاجة المُلِحّة لوقف التصعيد.
ومؤخراً أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتهاك "إسرائيل" لسيادة سوريا، بما في ذلك الغارة الجوية الأخيرة قرب القصر الرئاسي في دمشق، مؤكداً على ضرورة أن تتوقف هذه الهجمات وأن تحترم "إسرائيل" سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقلالها.
ويأتي ذلك عقب غارات إسرائيلية، على عدد من المحافظات السورية، أمس الجمعة، ووصفت أنها من أعنف الغارات بعد سقوط نظام الأسد.