أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن الولايات المتحدة ترى إمكانية لتحقيق السلام بين سوريا و"إسرائيل"، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب بدء حوار مباشر واتفاقيات أولية مثل اتفاق عدم اعتداء.
جاء ذلك في زيارته الرسمية الأولى إلى دمشق، مؤخراً؛ إذ التقى مسؤولين في الحكومة السورية الجديدة، وأكد استعداد واشنطن لمنح السلطات السورية فرصة حقيقية من دون فرض شروط أو تدخلات خارجية.
وقال باراك في أثناء لقائه مجموعة من الصحافيين في مقر إقامة السفير الأمريكي بدمشق، الذي رُفع عليه العلم الأمريكي أول مرة منذ إغلاق السفارة عام 2012م: "سوريا و"إسرائيل" مشكلة قابلة للحل. أعتقد أننا بحاجة إلى بدء اتفاقية عدم اعتداء فقط، والحديث عن الحدود".
وأشار باراك إلى أن الولايات المتحدة بصدد إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، عادّاً أن هذا الملف "انتهى مع زوال نظام الأسد"، لكنه لفت إلى أن القرار ما زال قيد مراجعة الكونغرس الأمريكي مدة ستة أشهر.
وأضاف: "نية أمريكا ورؤية الرئيس (دونالد ترامب) هي أنه يتعين علينا إعطاء هذه الحكومة الشابة فرصة بعدم التدخل، وعدم المطالبة، وعدم فرض ثقافتنا على ثقافتكم".
وتأتي زيارة باراك بعد أسابيع من قرار الرئيس ترمب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وإعادة فتح قنوات التواصل المباشر مع الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي وصل إلى الحكم عقب الإطاحة ببشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024م.
ويشير رفع العلم الأمريكي في دمشق إلى تطبيع متسارع في العلاقات، بعد أكثر من عقد من الانقطاع نتيجة الحرب السورية والسياسات المتبعة في عهد النظام المخلوع.
وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت قبل يومين عن اتصالات مباشرة تُجرى بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، بهدف تهدئة التوتر في المنطقة الحدودية، ومنع أي تصعيد قد يُقوّض الاستقرار الإقليمي.
وتتزامن هذه التطورات مع إعادة رسم واضحة للسياسة الخارجية السورية، في ظل ابتعاد تدريجي عن المحاور التقليدية، وبحث عن توازنات جديدة في العلاقة مع الغرب و"إسرائيل" ودول المنطقة.