تحدث الفنان السوري فراس ابراهيم في حوار مع منصة "هاشتاغ" ضمن برنامج "تاغ"، عن رؤيته للفن، وموقفه من الواقع السوري، وتحديات البقاء والعمل في البلاد، متطرقاً إلى دوره كممثل ومنتج، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحضور الفني والاجتماعي.
الفن كمسؤولية لا ضجيج إعلامي
أوضح ابراهيم أن الفن بالنسبة له ليس أداة ضجيج أو وسيلة ترويج، بل مشروع يتطلب توقيعاً شخصياً ووعياً بالنص والرسالة.
وقال: "الفنان الحقيقي لا يبيع النوستالجيا، بل يعيد خلقها من جديد. اختياراتي للنصوص دقيقة، وغالباً ما أعمل مع الكُتّاب لتطويرها، لأن النص هو الأساس".
وأضاف: "أعمل كممثل ومنتج، وهذا يفرض عليّ مسؤولية اختيار الأعمال التي تمثل قناعاتي، رغم أن المشروع الفني لا يخضع لسيطرة فردية كاملة".
البقاء في سوريا خيار شخصي وموقف أخلاقي
أكد ابراهيم تمسكه بالبقاء في سوريا رغم صعوبة الظروف، ورفضه لفكرة المغادرة، قائلاً: "إذا هربنا جميعاً، من سيبقى لإصلاح ما يمكن إصلاحه؟ لسنا أفضل من بقية الناس، نحن في القارب ذاته".
كما أشار إلى ارتباطه العاطفي بوالدته الراحلة، وهو ما دفعه للبقاء: "قبل وفاتها، طلبت مني أن لا أتركها. تلك اللحظة كانت حاسمة، وأنا بقيت وفاءً لها".
منصات التواصل.. حضور فاعل وحدود صارمة
رغم نشاطه على مواقع التواصل، حذّر ابراهيم من تأثيرها السلبي، قائلاً: "من الصعب التعبير عن رأي دون التعرض لهجوم. لهذا، فضّلت الكتابة على الظهور المباشر".
وشدد على ضرورة الابتعاد عن الخطاب الطائفي والسياسي المنحاز: "أنا مع سوريا كمفهوم وكمواطن، لا مع نظام أو طائفة".
تجارب فنية بين التقدير والهجوم
تطرق ابراهيم إلى مشاركته في مسلسل "أسمهان"، والتحديات التي واجهها فيه، ومنها اتهامه بالتورط في قضايا حساسة، قائلاً: "الفشل غالباً يُحمّل على فرد واحد، بينما النجاح يتقاسمه الجميع".
ورأى أن الفنان الجريء غالباً ما يدفع الثمن، مضيفاً: "أن تصنع فناً مختلفاً يعني أن تتحمل النتائج، سواء كانت سلبية أو إيجابية".
دعوة للفنانين: الواقع أعمق من الصورة الظاهرة
في ختام الحوار، شبّه ابراهيم الواقع السوري بـ "ديكور سينمائي"، يخفي وراءه معاناة حقيقية، وقال: "مهمتنا كفنانين أن نبحث عن الحقيقة، لا أن نعيد إنتاج الرواية الرسمية".
ودعا إلى دور فاعل للفنانين قائلاً: "المنشورات لا تكفي، يجب أن نكون على الأرض، ونُنتج فناً يرتبط بحياة الناس وآلامهم".
