رغم إعلان وزارة الداخلية السورية عن توقيف المسلحين المتورطين في الهجوم على ملهى "ليالي الشرق" وسط دمشق قبل أيام، عادت العاصمة لتشهد هجوماً مسلحاً جديداً، هذه المرة على ملهى "الكروان" الليلي في منطقة الحجاز، مساء السبت 4 أيار/ مايو الجاري.
مسلحون مجهولون اقتحموا الملهى وهم يحملون أسلحة رشاشة، وأطلقوا النار على المتواجدين داخله، ما أدى إلى مقتل راقصة وإصابة عدد من الأشخاص، قبل أن يفروا من المكان دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وجاء الهجوم الجديد بعد يوم واحد فقط من اعتقال القوى الأمنية لعناصر من مجموعات مسلحة رديفة لوزارتي الداخلية والدفاع، شاركوا في اقتحام ملهى "ليالي الشرق"، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد تداول مقاطع مصورة توثق اعتداءات تعرض لها رواد الملهى من رجال ونساء.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن منفذي هجوم "الكروان" استخدموا أسلحة رشاشة ونفذوا العملية بسرعة، ما خلق حالة من الذعر في صفوف المدنيين، وأدى إلى استنفار أمني كبير في المنطقة.
ويُعد ملهى "الكروان" من أقدم وأشهر أماكن السهر في دمشق، ويقصده الزوار من داخل سوريا وخارجها، وقد أثار استهدافه تساؤلات حول الدوافع الحقيقية خلف هذه الهجمات المتكررة، خصوصاً في ظل تبريرات تتحدث عن "محاربة الفسق والشذوذ".
وزارة الداخلية كانت قد شددت في بيان رسمي عقب الهجوم الأول على أنها "لن تسمح بتكرار مثل هذه التجاوزات"، وأكدت أن جميع المتورطين سيُحاسبون أمام القضاء، مشيرة إلى أن لا أحد فوق القانون، إلا أن هذا الأمر تكرر بعد 24 ساعة فقط.
وسط هذه الأحداث، تتعالى أصوات في المجتمع المدني تطالب بمحاسبة كل من يعتدي على الحريات الشخصية ويستخدم السلاح خارج إطار مؤسسات الدولة، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على استقرار العاصمة ومنع تفشي الفوضى تحت شعارات دينية أو أخلاقية.
