هاشتاغ
بحث

في يوم زفافها.. بدّلت بـ"الطرحة" دعوات الأهالي في الساحل السوري

05/05/2025

زوجان-من-منطقة-جبلة--يلغيان-موعد-زفافهما-ومساعدة-الأهالي-في-الساحل-السوري-

شارك المقال

A
A

الملخص

بعد المجازر التي شهدها الساحل السوري، قرر علي ورهف إلغاء موعد زفافهما والذي كان مقرراً في 16 آذار الماضي، ودفع بتكاليف العرس ديون الأهالي في المنطقة من مادة الخبز


هاشتاغ - غدير ابراهيم


تميز زفاف علي صالح ورهف علي من مدينة جبلة بـ "الزفة"، من دون أصوات "الزلغوطة" أو "طرحة" للعروس؛ بل زُفَّت إنسانيتهما إلى عشرات العائلات، بتسديد ديون مادة الخبز المتراكمة.


وألغى الزوجان، بعد المجازر التي شهدها الساحل في السادس من آذار الماضي، عرسهما الذي كان مقرراً في 15 آذار الفائت، وتحويل تكاليفه لمساعدة العوائل في عدد من القرى.


وقال الزوج علي صالح لـ "هاشتاغ": "في مرحلة الخطوبة، كنا دائماً ندخر مبلغاً ونساعد فيه بعض العائلات، وحينها زرت وزوجتي رهف بعض العائلات المحتاجة في المنطقة، ولاحظنا أن الأوضاع ساءت لدرجة أن بعض العوائل اضطرت لطلب الدين مقابل حصولهم على الخبز".


وأضاف: "وبعد ما شهده الساحل من أحداث، أخبرتني رهف إنها لم تعد تريد إحياء الزفاف، وإنها ألغت حجوزات الكوافير والفستان والصالة، وكل شيء يتعلق بمراسم الزواج، وإن ما جمعناه بشأن هذا الموضوع، يذهب لتسديد ديون الخبز".


وقال علي: "وضعنا آلية للوصول إلى الناس المحتاجة من دون تمييز، كان ذلك بذهابنا إلى الأفران في مناطق عدة، وحصلنا على أرقام المعتمدين، ثم القتيناهم وذهبنا إلى بيوتهم، أو جلسنا معهم وتحدثنا إليهم ضمن سيارتهم في أثناء توزيع الخبز للمحال في القرى، وتواصلنا معهم فرداً فرداً، وزوّدونا بأسماء وأرقام الأشخاص الذين سجّلوا الديون من مادة الخبز، ومقدار الدين لكل شخص".


وأكمل: "حاولنا أن يكون التسديد عادلاً للجميع، فمن غير المنطقي أن يكون دين شخص مليوني ليرة وآخر 100 ألف أن نسدد الأول والثاني لا، وتراوح مبلغ تسديد الدين بين 50 ألفاً و300 ألف ليرة سورية".


وعن سؤال "هاشتاغ" عن الإحصائيات والأرقام الخاصة بالمبادرة، قال الزوج: "إن المبلغ المدفوع حتى اللحظة نحو 12 مليون ليرة سوري؛ إذ شملت المبادرة 15 قرية، وبلغ عدد العائلات المستفيدة أكثر من 200 عائلة".


وأضاف: "في أثناء المبادرة وانتشارها، كانت تصلنا الكثير من الرسائل والتي تتضمن أسماء وأرقام عائلات بحاجة إلى تلك المساعدة التي لم تكن شيئاً أمام حجم الكارثة، لكننا لم نتوقف على الرغم من ذلك، تواصلنا معهم وزرناهم في منازلهم وقدمنا المساعدة لهم".


وعندما سألناه عن أكثر المواقف التي أثرت بهم في أثناء المبادرة، قال علي: "كانت دعوات النساء مؤثرة جداً لما تحمل من بساطة، أضف إلى ذلك أن بعض الأصدقاء تواصلوا معنا ليخبرونا إن أقرباءهم ومن يقيمون خارج سوريا، أوصوهم بالذهاب إلى الأفران وتسديد ديون الخبز، وهذا دليل على صدى المبادرة الإيجابي".


وعن رسالتهم، قال علي: "كانت الرسالة الأساسية من رهف زوجتي لبقية الفتيات، هي أنهن قادرات على أن يقمن عرساً بطرائق مختلفة وغير تقليدية، وخصوصاً أن تكاليف العرس كانت نحو 5 ملايين للفستان ومليونين للمكياج فكيف تكون الأمور الأخرى من الصالة وغيرها؟".


وعن رسالته قال علي: "فيما يتعلق بي فالمبادرة هي لنلفت الانتباه إلى الوضع الكارثي في المنطقة، فمن كان يتخيل أن يصل الدين إلى الخبز، فعشرات الناس تجاوزت ديونهم مليون ليرة سورية".


وختم علي حديثه بتأكيد تسليط الضوء أكثر على معاناة أهل الساحل السوري، بعد أن رأى أن هنالك الآلاف من العوائل التي تتراكم الديون عليها فقط من مادة الخبز، مشيراً إلى أن الأرقام باتت بالملايين.

التعليقات

الصنف

أخبار

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025