هاشتاغ: متابعة
تداولت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي مقابلة مصوّرة للطالبة ميرا جلال ثابت (22 عاما)، تروج لرواية مفادها أن الفتاة لم تتعرض للاختطاف بل فرّت من ضغوط عائلية وتزوجت "حبيبها" _ "بشكل شرعي".
بدأت قصة ميرا جلال ثابت التي كانت تتحضر للزواج من خطيبها الذي يعمل خارج البلاد، وهي طالبة من مدينة تلكلخ - قرية "المخطبية" عندما اختفت بعد أن دخلت معهد إعداد المدرسين في حمص بتاريخ 27/4/2025 وذلك لأداء امتحان بناء على اتصال من "الأنسة سهى العكاري"، حيث أوصلها والدها بنفسه إلى باب المعهد، وبقي ينتظرها لكنها لم تخرج.
ظهرت الفتاة متجهّمة ومترددة في مقابلة مع مراسل قناة "الإخبارية" الرسمية لتقول بصوت خافت إنها تزوجت، في محاولة لنفي مسألة حادثة الخطف.
الظهور غير المقنع أثار عدة تساؤلات مع انتشار معلومات تفيد بأن عائلة ميرا خضعت للتهديد وأن الفتاة خطفت فعلا وهُددت العائلة كي تنفي رواية الاختطاف.
فقد أثار ظهورها بزي ديني مختلف عن بيئتها الاجتماعية، برفقة رجل متشدد أعلن زواجه منها "شرعا"، موجة من الغضب والذهول لدى كافة الأوساط السورية.
الفنانة يارا صبري، سخرت من الرواية التي تم ترويجها وكتبت عبر صفحتها على "فيسبوك": "باعتبارنا مهابيل بالجملة كشعب سوري
ف منتظر مننا نصدق قصة هالصبية يلي (قال) ماانخطفت وإنما حبت شب لطيف وهربت من حياتها واهلها كرمال عيونه واتزوجوا"، وألمحت باستهزاء: "الحقيقة الصبية بدت في الصورة وهي في أوج سعادتها كعروس لابسة الأزرق الفرايحي وطايرة من الفرح لاشك في ذلك ...واضحة".
وتساءلت الفنانة السورية: "طيب حسب الاصول الشرعية هل مسموح تتزوج بدون ولي أمرها ؟!". واختتمت "يمكن مو مبكلة القصة منيح ياحبيباتي حتى مع شعب المهابيل (نحنا) فياريت تلاقوا شي تخريجة تانية عالاقل احترموا جدبتنا بفرنكين".
بدورها، الناشطة فرح يوسف، كتبت عبر صفحتها على "فيسبوك": "شو هالرعب؟ شو هالمسرحية الرخيصة هي؟"، وتساءلت باستغراب: "كيف صبية من تلكلخ تعرفت على متطرف متشدد دينيا وعشقته وهربت معه لتتزوجه (شرعيا)؟ تحدثوا وعشقوا بعض مع إنه هالممارسات حرام؟".
وتابعت يوسف: "ميرا جلال ثابت وكل النساء العلويات المختطفات، اللي رجعوا بمسرحيات واللي لسه ناطرينن، برسم كل من يشد على يد السلطات الحالية".
وأضافت: "اختطفت ميرا جلال ثابت، من منطقة تلكلخ، وعادت اليوم بهاد اللباس، بمسرحية برعاية السلطة الحالية، بحجة أنها هربت وتزوجت شرعيا".
من جهته، الدكتور صلاح نيّوف، كتب: "أصبح واضحا بعد تبين/تورط ما يسمى خطأ (بالصحفي) الذي أجرى المقابلة مع الجلاد والضحية، فإن ثلاث وزارات متورطة في خطف الشابة ميرا. وزارة الداخلية، عبر الخاطف، وزارة التعليم عبر معهد إعداد المعلمين في حمص، ووزارة الإعلام عبر الصحفي من قناة الإخبارية الذي أجرى المقابلة. يبدو أن عملية السبي الوطني مدبرة بين الأطراف الثلاثة".
الناشط السياسي والحقوقي المعتصم الكيلاني، وصف الحادثة بأنها "مسرحية رخيصة برعاية رسمية"، متسائلا: “كيف لصبية من تلكلخ أن تتعرف على متشدد ديني وتعشقه وتهرب معه لتتزوجه شرعيا؟".
كما كتب الإعلامي سامر يوسف عبر "فيسبوك": "قضية ميرا والتفاعل معها. يجب أن يفتح الباب للتحقيق بعشرات الحالات لاختطاف نساء في سوريا، والغريب أن خوف الأهل من الفضيحة ومحاولتهم استردادهن عبر دفع الأموال، هو ما يدفع الأهالي لعدم الحديث بالموضوع".
وأضاف يوسف: "التغطية ومحاولات التعتيم على الموضوع بروايات وسيناريوهات كاذبة، من أول حادثة أثيرت عن خطف سيدة حتى قصة ميرا، يدفعنا جميعا لتكذيب أي رواية أو سيناريو يصدر عن السلطات الحالية فيما يخص هذا الموضوع".
وبيٌن: "هجوم غير مسبوق يتعرض له كل شخص يتحدث عن قضية المخطوفات من شبيحة العهد الجديد، كلنا نتذكر قضية السيدة من إدلب وكيف تمت محاربتها حتى في عملها حين تحدثت عن الموضوع".
وكشف يوسف أنه بالإضافة للنساء العلويات، "هناك عشرات الحالات لخطف نساء من حلب والشام وباقي المحافظات".
