كشفت مصادر محلية في الجنوب السوري عن مواصلة الجيش الإسرائيلي توسيع انتشاره العسكري في المحافظات الجنوبية، من خلال بناء قواعد مراقبة جديدة وتعزيز حضوره في مناطق كان يسيطر عليها الجيش السوري السابق.
وقالت المصادر، في تصريحات متطابقة، إن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخراً بتشييد قاعدة عسكرية جديدة شمال بلدة حضر، في ريف القنيطرة، بالقرب من قاعدة قرص النفل التي أنشأها سابقاً، وفقاً لموقع "إرم نيوز".
وأضافت أن عدد القواعد العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي في الجنوب السوري تجاوز 15 قاعدة منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في إطار سياسة تدريجية للسيطرة وتحويل المناطق المدنية إلى مناطق عسكرية مغلقة.
وأوضحت المصادر أن دوريات إسرائيلية تنفذ بشكل متكرر عمليات اقتحام في بلدات ومدن الجنوب السوري، من بينها القنيطرة، وتقوم بعمليات تفتيش بحثاً عن السلاح، وغالباً ما تعقب هذه الاقتحامات عمليات اعتقال تطال عدداً من السكان المحليين.
وبحسب شهادات الأهالي، فإن هذه الاعتداءات "تجري دون أي رد فعل رسمي من الحكومة السورية"، فيما تستمر سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض من قبل "إسرائيل"، عبر تحويل المنشآت العسكرية السورية السابقة إلى نقاط تمركز عسكرية جديدة.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر أن الجيش الإسرائيلي قام في شهر آذار/ مارس الماضي بتحويل مقر الفرقة 24 في الجيش السوري السابق، والواقع في جبل الشيخ، إلى قاعدة عسكرية دائمة، تمنحه إشرافاً نارياً واستطلاعياً على مناطق واسعة من الجنوب السوري وشمال لبنان.
كما شملت التوسعات الإسرائيلية إنشاء مطار مخصص للمروحيات على بعد نحو 30 كيلومتراً فقط من العاصمة دمشق، وتحديداً في مدينة قطنا الواقعة بريف القنيطرة الشمالي. ويُعد هذا التطور من أبرز التحركات الميدانية التي تعزز الوجود الإسرائيلي على مقربة مباشرة من العاصمة السورية.
وأكدت المصادر أن إقامة المطار الجديد، إلى جانب تثبيت منظومات رادارية متقدمة في القنيطرة، جعلت من دمشق مكشوفة بالكامل أمام الرصد العسكري الإسرائيلي، ما يزيد من حجم التهديدات الأمنية ويضع تحديات جديدة أمام السلطات السورية.
وأدى التمدد العسكري الإسرائيلي، وفق ما أفادت به مصادر أهلية، إلى تعطيل سبل الحياة اليومية في عدد من مناطق الجنوب، ما دفع أعداداً متزايدة من السكان إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمناً، وسط غياب أي حماية محلية أو دولية تمنع تحويل التجمعات السكانية إلى نقاط اشتباك محتملة.
ويأتي هذا التحرك ضمن سياسة عسكرية إسرائيلية معلنة، تهدف إلى "منع تمركز أي تهديد على الجبهة الشمالية"، لكنها، بحسب مراقبين، تؤسس لواقع ميداني جديد يتجاوز حدود الدفاع، ويدخل في إطار فرض سيطرة دائمة على أجزاء من الأراضي السورية.