هاشتاغ - خاص
شهدت مدينة تلكلخ ومحيطها في ريف حمص الغربي، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تصعيداً أمنياً تمثّل في هجوم مسلح استهدف حاجزًا للأمن العام، وترافق مع عمليات تصفية طالت مدنيين من أبناء الطائفة السنية، في مؤشر على محاولات لإشعال فتنة طائفية في منطقة عرفت بتداخلها السكاني والطائفي.
وبحسب مصادر أمنية وأهلية متقاطعة، فإن مجموعة مسلحة معروفة بالاسم والانتماء في المنطقة، أقدمت على مهاجمة أحد الحواجز الأمنية على أطراف تلكلخ، ما أسفر عن مقتل عنصرين من قوات الأمن. وفي أعقاب الهجوم، نفّذت المجموعة سلسلة من الانتهاكات، تمثلت بتصفية أربعة مدنيين من أبناء الطائفة السنية في المنطقة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار المحلي.
ولم تكتفِ المجموعة بذلك، بل أقدمت على اقتحام منازل عدد من العائلات في قرى عين الخضرا، قميري، وباروحة، التي ينتمي سكانها للطائفة العلوية، حيث عمد أفراد المجموعة إلى سرقة الممتلكات، وارتكاب مجزرة بحق عائلة كاملة من آل أسعد، قبل أن يضرموا النار في عدد من المنازل، مما تسبب بحركة نزوح واسعة بين السكان.
وتؤكد المصادر أن المجموعة ذاتها سبق أن تورطت في حوادث مشابهة، من بينها اشتباكات سابقة مع قوى الأمن، وسلسلة من الاعتداءات بحق المدنيين، ويُعرف عن بعض أفرادها أنهم خدموا سابقًا في صفوف "الفرقة 25 مداهمات" التي كان يقودها الضابط في النظام السابق سهيل الحسن.
في السياق، سعت تلك العناصر إلى الترويج لرواية تتهم ما يُسمى بـ"فلول النظام" بالوقوف خلف الهجمات، في محاولة لتبرير الجرائم، وخلق مزيد من التجييش الطائفي عبر منشورات علنية على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما وثقته مصادر محلية.
ورغم وصول تعزيزات أمنية إلى مدينة تلكلخ، فإن حالة التوتر لا تزال تخيم على الأجواء، وسط غياب أي إعلان رسمي عن توقيف عناصر من المجموعة المسلحة، ما يثير تساؤلات واسعة بين السكان حول جدية الإجراءات الأمنية، والخشية من تصاعد الفوضى.
ويحذر ناشطون في المنطقة من أن استمرار التحريض والتهديدات عبر الإنترنت وغياب الردع الأمني من شأنه أن يُفضي إلى انفجار اجتماعي وأمني واسع، خاصة في ظل هشاشة الوضع الميداني بعد سقوط النظام السابق، وانكشاف البنية الأمنية في مناطق حساسة مثل تلكلخ.
