تتصاعد المخاوف من محاولات تنظيم "داعش" إعادة تموضعه في سوريا والعراق مستغلاً الفوضى الأمنية والتحديات التي تواجهها السلطات الجديدة، في ظل مرحلة دقيقة يعيشها الشرق الأوسط بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024م.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أكثر من 20 مصدرًا أمنيًا ودبلوماسيًا من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، أن التنظيم بدأ تحركات واسعة لإحياء نشاطه. وتشمل هذه التحركات تنشيط خلايا نائمة، وتوزيع الأسلحة، ورصد أهداف محتملة، بالتوازي مع تكثيف الدعاية الرقمية وجهود التجنيد، على الرغم من أن النتائج على الأرض لا تزال محدودة.
منذ بداية العام، أعلنت السلطات السورية والعراقية إحباط ما لا يقل عن 12 مخططًا إرهابيًا، بينها محاولة تفجير انتحاري شمال العراق. ووفق مسؤولين أمنيين عراقيين، أُجري اعتراض مبعوثين تابعين لقيادة "داعش" قرب الرقة في أثناء محاولتهما نقل تعليمات لشن هجمات داخل بغداد، وهذا أفضى لاحقًا إلى تفكيك خلايا إضافية.
وعلى الرغم من التراجع النسبي في عدد العمليات التي تبناها "داعش" منذ مطلع 2025م بحسب مؤسسة "سايت"، فإن محللين يؤكدون أن التنظيم يمر بإعادة هيكلة استراتيجية لا تقل خطورة. وقالت ريتا كاتز، مديرة "سايت": "قد تبدو الأنشطة أقل، لكنها لا تعني أن الخطر انتهى".
وعلى الرغم من تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، تواصل واشنطن مراقبة الوضع. وأكد مسؤولون أمريكيون أن التعاون الاستخباراتي مع دمشق مستمر في ملفات محددة، في حين أعلنت الحكومة السورية تنفيذ عملية نوعية في حلب أسفرت عن مقتل واعتقال عناصر من التنظيم، في ما بدا مؤشراً على تنسيق أمني محدود بين الطرفين.
في المقابل، تبدي قوات سوريا الديمقراطية قلقًا متزايدًا بسبب تقلص الدعم الدولي، وهذا يهدد أمن المعسكرات التي تضم الآلاف من عناصر "داعش" المحتجزين. كما أعربت دول أوروبية عن قلقها من تدفق مقاتلين أجانب جدد إلى سوريا، وسط غموض يلف الجهات التي تقف وراء تجنيدهم.
وتُقدّر الأمم المتحدة عدد مقاتلي "داعش" النشطين حالياً بين 1500 و3000 عنصر في سوريا والعراق، بينما تشير تقارير استخباراتية إلى أن قيادة التنظيم العليا انتقلت على الأرجح إلى الصومال، بقيادة عبد القادر مؤمن.