أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، ضرورة بقاء سوريا بمنأى عن التصعيد المتسارع في المنطقة، في ظل الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران، محذراً من خطورة الانجرار إلى صراع إقليمي مفتوح.
جاء ذلك في اتصال هاتفي جمعه برئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بحسب ما أفادت به دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وبحث الطرفان في المكالمة آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الصراع المتفجر بين "إسرائيل" وإيران؛ إذ شدد أردوغان على أن "دوامة العنف التي تُشعلها إسرائيل تُهدد أمن المنطقة بأكملها"، مشدداً على "ضرورة تحييد سوريا عن هذا الصراع".
كما لفت أردوغان إلى أهمية "توخي المزيد من الحذر في ظل الظروف الحالية"، محذراً من استغلال التنظيمات المتطرفة أو "العناصر الإرهابية" لحالة الفوضى لتوسيع نشاطها في سوريا والمنطقة.
ويأتي هذا الاتصال في أعقاب هجوم عسكري غير مسبوق شنته "إسرائيل" فجر الجمعة طال مواقع إيرانية، استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ، وأسفر عن اغتيال عدد من القادة والعلماء الإيرانيين، ضمن عملية أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، ووصفتها الحكومة الإسرائيلية بأنها "ضربة استباقية".
ورداً على الغارات الإسرائيلية، أطلقت إيران ست موجات من الهجمات الصاروخية والمسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 170 آخرين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة في مناطق عدة، من بينها تل أبيب.
ويُنظر إلى هذا التصعيد على أنه تحول استراتيجي خطر في طبيعة المواجهة بين تل أبيب وطهران؛ إذ انتقل من "حرب الظل" التقليدية إلى صراع عسكري مفتوح، يُنذر بتداعيات واسعة قد تطال ساحات إقليمية عدة.
وفي هذا السياق، تسعى تركيا إلى احتواء التصعيد وضمان استقرار سوريا، في ظل المخاوف من أن يؤدي أي فراغ أمني إلى عودة الجماعات المسلحة أو اندلاع مواجهات جديدة داخل الأراضي السورية.