هاشتاغ : نورا قاسم
قال رئيس الدائرة الهندسية في قسم الخدمات الفنية في الطاقة الذرية، المختص بتحليل وتخطيط الطاقة، المهندس السموءَل مصطفى، في تصريح لـ"هاشتاغ"، إن حاجة البلاد من الكهرباء تقدر حالياً بـ7500 ميغا واط، ومن المتوقع أن تتضاعف الحاجة إلى خمسة أضعاف بحلول عام 2050، مع استمرار النمو السكاني والاقتصادي.
وأوضح أن، في حال توفر الفيول اللازم الآن، فإن القدرة الفنية الحالية لمحطات التوليد تصل إلى حوالي 5200 ميغا واط، وبالتالي فإن الفارق لتلبية الطلب هو نحو 2300 ميغا واط، مشيراً إلى أن عدد المحطات الفعالة يبلغ حالياً حوالي عشرة.
تحسين الشبكة:
أكد "مصطفى" أن الاعتماد لا يجب أن يقتصر على توفير الفيول فقط، بل يتطلب أيضاً صيانة وإعادة تأهيل المحطات التي تراكمت عليها الأعوام من التلف والإهمال. فإذا كانت الشبكة في حال فنية جيدة وتوفر الوقود، فلن تحدث انقطاعات في الكهرباء، ولذلك من الضروري العمل على تحسين الشبكة بالتوازي مع تأمين الوقود.
دور الطاقات المتجددة:
وفي سياق حديثه، أبرز المهندس مصطفى دور الطاقات المتجددة، مبدياً أهمية بناء شبكات صغيرة معزولة أو مرتبطة بالشبكة العامة، خاصة أن وزارة الطاقة أطلقت برامج للاستثمار في هذا المجال.
وأعطى مثالاً على ذلك، حيث قال: "إذا قام أحد المستثمرين بإنشاء محطة توليد كهرباء تعتمد على الطاقة الشمسية في بلدة المليحة، يمكن للمستثمر تزويد البلدة بالكهرباء عبر الشبكة العامة، أو بناء شبكة خاصة به".
وأضاف: "وفي حال اكتفى سكان البلدة بالكهرباء المولَّدة بواسطة المستثمر، فإن ذلك يخفف العبء عن الشبكة العامة، وهو ما يُعرف بمرونة الطاقة الشمسية، حيث يمكن إنشاء استطاعات مختلفة في أماكن متعددة".
وفي ردّه على سؤال "هاشتاغ" حول مدى فاعلية الطاقات المتجددة في دعم الأحمال رغم انخفاض إتاحة الطاقة، أوضح "مصطفى" أنه مع أن الطاقة الشمسية غالباً تقدم جزءاً صغيراً من الطلب (الخُمس تقريباً)، إلا أن ذلك يمكن تعويضه بشكل كبير عبر استخدام بطاريات تُشحن خلال فترة ذروة التوليد من الطاقة الشمسية، وهي من الساعة الـ11 صباحاً حتى الـ3 بعد الظهر، خاصة أن هذه الفترة غالباً ما تتزامن مع انخفاض استهلاك الكهرباء، إذ يكون الناس خارج المنازل والعمل.
وفي الختام، أكد على أهمية دراسة النظام الشمسي بشكل متكامل لضمان تلبية الاحتياجات المنزلية بشكل فعال.
يُذكَر أن تصريح المهندس مصطفى جاء خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الهندسي الثالث للطاقات المتجددة، والذي أقيم اليوم تحت شعار "الطاقات المتجددة: حلول واستراتيجيات".