كشف بسام الحسن، المستشار الأمني السابق المقرب من بشار الأسد، أن الرئيس السوري المخلوع أمر شخصياً بقتل الصحافي الأمريكي أوستن تايس في عام 2013م، بعد أشهر من احتجازه في دمشق، وفق ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن تحقيقات أمريكية أُجريت مؤخراً في بيروت.
وبحسب التقرير، فإن الحسن أدلى بتصريحاته في سلسلة لقاءات سرية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) في العاصمة اللبنانية في نيسان/أبريل الماضي، وذلك بحضور مسؤولين لبنانيين.
وقال الحسن إن تايس، الذي اختفى قرب دمشق في آب/أغسطس 2012م، كان محتجزاً عند أجهزة أمنية سورية رسمية في مجمع قريب من القصر الرئاسي، وقُتل بأوامر مباشرة من الأسد بعد محاولة هروب فاشلة.
محاولة إنقاذ لم تكتمل
بحسب الحسن، فإنه حاول إقناع الأسد باستخدام تايس ورقة تفاوض مع واشنطن، لكن "الرئيس المخلوع أصر على تصفيته". وأضاف أن أحد مرؤوسيه نفّذ عملية القتل، من دون تحديد مكان أو وسيلة التنفيذ.
ويؤكد أن الفيديو الشهير الذي ظهر فيه تايس معصوب العينين ومحاطاً بمسلحين ملثمين، كان من إخراج بسام الحسن نفسه ضمن عملية تضليل للرأي العام.
وعلى الرغم من نفي الحسن سابقاً صلته بمقتل تايس، قالت مصادر استخباراتية أمريكية إن روايته هذه المرة "متماسكة وموثوقة"، على الرغم من شكوك في محاولة تنصله من المسؤولية المباشرة.
موقف الأسرة والسلطات الأمريكية
مارك تايس، والد الصحافي، رفض رفضاً قاطعاً تلك الرواية، ووصف الحسن بـ"القاتل الجماعي"، مؤكداً أن العائلة تعتقد أن أوستن لا يزال على قيد الحياة، استناداً إلى شهادات متكررة عن مشاهدته في سجون سورية بعد عام 2013م، على الرغم من غياب أي دليل مادي قاطع.
في المقابل، رفضت الـ"FBI" و"CIA" التعليق رسمياً على ما ورد، مشيرتين إلى أن التحقيقات لا تزال مفتوحة، وأن جهود استعادة الرهائن أو رفاتهم مستمرة.
أدلة سابقة
كانت واشنطن قد حصلت قبل سنوات على وثيقة أمنية سورية تشير إلى تنبيه الأجهزة الأمنية من احتمال هروب تايس، تعود إلى تشرين الأول/أكتوبر 2012م، وهذا عُد دليلاً إضافياً على احتجاز الدولة السورية له منذ البداية.
يُذكر أن تايس، الذي كان يبلغ من العمر 31 عاماً عند اختفائه، سبق أن عمل صحافياً مستقلاً لصالح "واشنطن بوست" ووكالات دولية، بعد أن خدم في مشاة البحرية الأمريكية.