هاشتاغ
بحث

رويترز: عائلات سورية توثّق تصاعد اختطاف النساء "العلويات"

27/06/2025

رويترز:-عائلات-سورية-توثّق-تصاعد-اختطاف-النساء-"العلويات"

شارك المقال

A
A

تشهد محافظات طرطوس واللاذقية وحماة، اختطاف عشرات النساء والفتيات السوريات من الطائفة العلوية خلال الأشهر الأخيرة، وسط فوضى أمنيّة أعقبت سقوط نظام الأسد. وكشفت شهادات عائلات الضحايا عن طلبات فدية وتهديدات بالقتل أو الاتجار، الأمر الذي أدى إلى تصاعد القلق في أوساط الطائفة من استهداف منظم للأهالي في تلك المحافظات، وفقا لـ "رويترز".


اتهمت أغلب العائلات قوات الأمن بعدم التعامل بجدية مع بلاغات الخطف وعدم إجراء تحقيقات كافية

"لا تنتظروها"

في 21 آيار/مايو، بعد ساعات من اختفائها من شوارع مدينة صافيتا بريف طرطوس، قال متصل عبر تطبيق واتساب لعائلة عبير سليمان  "لا تنتظروها.. لن تعود".

 

كما هدّد الخاطف وشخص آخر عرّف عن نفسه بأنه وسيط، بقتل عبير أو بيعها في سوق الرقّ ما لم تدفع عائلتها فدية قدرها 15 ألف دولار.

 

وفي 29 آيار/مايو، اتصلت عبير بنفسها من رقم عراقي يعود لخاطفها، وأبلغت عائلتها: "أنا لست في سوريا.. الأصوات من حولي غريبة".

 

تأكدت وكالة "رويترز" هذا الاتصال، بالإضافة إلى نحو 12 مكالمة ورسالة صوتية أرسلها الخاطف والوسيط من رقم سوري.

 

عبير واحدة من 33 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية في سوريا تتراوح أعمارهن بين 16 و39 عاما، خُطفن أو فُقدن منذ بداية العام، بحسب إفادات ذويهن، وسط الفوضى التي تبعت سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

 

ومنذ آذار/مارس، وثّقت "رويترز" نشر عشرات الرسائل ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من عائلات نساء علويات مفقودات، دون تسجيل حالات مشابهة من طوائف أخرى، حيث تحقق لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، التابعة للأمم المتحدة، في اختفاء النساء العلويات، بعدما ارتفعت الحالات هذا العام.

 

وبالعوة إلى عبير سليمان، اقترضت عائلتها أموالا من الجيران والأقارب، وسددت الفدية إلى ثلاثة حسابات حوالات في مدينة إزمير التركية، في 27 و28 آيار/مايو، عبر 30 دفعة تتراوح بين 300 و700 دولار. بعد تسليم المبلغ، انقطع الاتصال بالخاطف والوسيط، وأُغلقت هواتفهم. ولا تزال العائلة تجهل مصير عبير.

 

من بين 16 عائلة أجرت "رويترز" مقابلات معها، أكدت 7 عائلات أنها تلقت طلبات فدية تتراوح بين 1500 و100 ألف دولار. وأرسلت ثلاث نساء، بينهن عبير، رسائل لعائلاتهن يؤكدن أنهن خُرجن من البلاد.

 

لا توجد معلومات عن مصير النساء التسع الأخريات. وقالت عائلات إن 8 منهن دون سن الـ 18.

 

اختفت جميع النساء في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة. عاد نحو نصف لاحقا، لكنهن رفضن الإفصاح عن تفاصيل ما حدث، لأسباب أمنية.

 

اتهمت أغلب العائلات قوات الأمن بعدم التعامل بجدية مع بلاغات الخطف، وعدم إجراء تحقيقات كافية. ولم ترد الحكومة السورية الجديدة على طلب "رويترز" للتعليق.

 

من جهته، أحمد محمد خير، مسؤول إعلامي لدى محافظ طرطوس، نفى وجود حملة تستهدف العلويات، وادعى أن حالات الاختفاء تعود لخلافات عائلية أو دوافع شخصية. وقال إن بعض النساء يهربن من الزواج القسري أو يختفين لجذب الانتباه. وحذر من أن "الادعاءات غير المؤكدة تثير الهلع وتزعزع الأمن"، بحسب تعبيره.

 

وردّد مسؤول إعلامي في محافظة اللاذقية تصريحات مماثلة، واتهم عائلات النساء بفبركة قصص الاختطاف لتجنب الوصمة الاجتماعية، مدعيا أن بعض النساء يهربن مع عشاقهن، بحسب تعبيره.

 

ورفض مسؤول محافظة حماة التعليق. كما رفض أحد أعضاء لجنة التحقيق التي شكّلها الرئيس السوري أحمد الشرع، للتقصي في مجازر الساحل، التعليق على ملف النساء المفقودات.

هناك استهداف للنساء العلويات بالخطف.. استخدام النساء من الطرف المهزوم وسيلة للإذلال

في وضح النهار

قال الحقوقي السوري يامن حسين، الذي يتابع حالات الاختفاء، إن معظم الحالات وقعت بعد أحداث آذار/مارس، واستهدفت نساء علويات فقط، دون معرفة هوية الخاطفين أو دوافعهم.

 

أضاف حسين أن الخوف انتشر بين العلويين، ما أدى لامتناع بعض الطالبات في طرطوس واللاذقية وحماة عن الذهاب للمدارس والجامعات خوفا من الخطف.

 

قال حسين: "بوضوح، هناك استهداف للنساء العلويات بالخطف.. استخدام النساء من الطرف المهزوم وسيلة للإذلال هو تكتيك استخدمه نظام الأسد سابقا".

 

وبحسب "رويترز"، اضطرت آلاف العائلات العلوية لمغادرة دمشق، وتعرض كثير من أفرادها للفصل من العمل أو الإهانة على الحواجز على يد مقاتلين موالين للحكومة الجديدة.

 

وأظهرت روايات الأهالي أن أغلب حالات الخطف حدثت أثناء تنقل الضحايا خلال النهار، في وسائل النقل أو أثناء قضاء الحاجات اليومية.

 

خطفت زينب غدير (17 عاما) وهي في طريقها إلى المدرسة في بلدة "الهنادي" في اللاذقية يوم 27 شباط/فبراير. أرسل الخاطف رسالة من هاتفها للعائلة: "لا تنشروا صورة واحدة لها.. أقسم بالله سأرسل لكم دمها".

 

أجرت الفتاة مكالمة قصيرة مع العائلة، قالت فيها إنها لا تعرف أين نُقلت وتشكو من ألم في المعدة، ثم انقطع الاتصال.

 

خطف خمسة رجال خزامى نايف (35 عاما) في ريف حماة يوم 18 آذار/مارس، وحقنوها بمادة مخدرة، حسب ما أفادت به لاحقا لعائلتها. احتُجزت 15 يوما قبل أن تدفع عائلتها فدية قدرها 1500 دولار. وعانت من انهيار نفسي عند عودتها.

 

بعدها بأيام، اختطف مجهولون دعاء عباس (29 عاما) من أمام منزلها في مدينة سلحب بمحافظة حماة. شاهد أحد الأقارب الخاطفين وهم يجرونها إلى سيارة، فلاحقهم على دراجته النارية لكنه فقد أثرهم.


روايات متناقضة

ظهرت ثلاث نساء علويات على وسائل التواصل بعد إعلان اختفائهن، ونفين أنهن خُطفن. إحداهن (16 عاما من اللاذقية) قالت في فيديو إنها هربت لتتزوج من شاب سني. لكن عائلتها أكدت لـ"رويترز" أنها خُطفت وأجبرت على الزواج، وأجبرتها السلطات على تقديم الفيديو لتبرئة الخاطفين.

 

لم تتمكن "رويترز" من التحقق من الروايتين. ولم يرد متحدث باسم الحكومة أو سلطات اللاذقية على طلبات التعليق.

 

قالت فتاتان أخريان، إحداهما (23 عاما) والأخرى (12 عاما)، لقنوات عربية إنهما سافرتا بمحض إرادتهما إلى حلب ودمشق، لكن الأولى أفادت بتعرضها للضرب على يد رجل في شقة سكنية قبل أن تهرب.

 

لا تزال عائلة نغم شادي (23 عاما) تجهل مصيرها، بعد أن خرجت من منزلهم في قرية "البياضية" بمحافظة حماة يوم 2 حزيران/يونيو لشراء الحليب، ولم تعد.

 

قال والدها شادي عيسى إن العائلة فرت من قريتها الأولى بسبب الهجمات المناهضة للعلويين في آذار/مارس. وأضاف: "ماذا نفعل؟ نترك الأمر لله".

 

 

 


التعليقات

الصنف

سياسة

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025