إلى الحسكة بدلا من كردستان.. أبناء الساحل السوري يقعون ضحايا شبكات تهريب البشر

كشفت سيدة تقيم في الحسكة لـ موقع "تلفزيون سوريا"، أن "اثنين من أفراد أسرتها وقعا ضحية هذه الشبكة، بعدما سددا مبلغ ستة آلاف دولار لأشخاص وعدوهما بتهريبهما من ريف اللاذقية إلى إقليم كردستان العراق، إلا أنهما وُضعا في ريف المالكية، وتم إبلاغهما بأنهما وصلا إلى وجهتهما".

وأوضحت أن الشابين أُجبرا على السير لمسافة طويلة ليلا برفقة أحد المهربين، قبل أن يستلم الأخير المبلغ المتبقي، ويغادر المكان مدعيا أن ما تبقى عليهما هو اجتياز مسافة قصيرة للوصول إلى الطريق العام داخل الإقليم. لكن تبين لاحقا أنهما ما يزالان داخل الأراضي السورية، بالقرب من قرية حدودية.

وأشارت السيدة، وهي من أبناء الساحل السوري وتقيم في الحسكة منذ عشرين عاما، إلى أن الشبكة تضم مهربين ينشطون بين مناطق الساحل والحسكة، وتستهدف بشكل خاص أبناء الساحل، حيث تُعرض عليهم وعود بفرص عمل وتأمين وصول مضمون إلى كردستان مقابل مبلغ يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة آلاف دولار للشخص الواحد.

من جانبه، أكد "أبو حسين الشمري"، وهو أحد سكان ريف المالكية "ديرك"، أن العديد من الأشخاص والعائلات القادمة من الساحل تعرضوا للاحتيال خلال الشهرين الماضيين، بعد أن وُعدوا بالوصول إلى الإقليم، لكنهم وقعوا ضحايا لمهربين، وفقا لما نقله المصدر المذكور.

وأوضح أن عبور الحدود لم يعد كما كان سابقا، خاصة خلال السنوات الأربعة الأخيرة، حيث ازدادت الإجراءات الأمنية، إذ تعيد شركة الحدود "الكردية" أي سوري يتم ضبطه مباشرة إلى داخل الأراضي السورية عبر معبر "سيمالكا"، بينما يُحول الجيش العراقي من يُلقى القبض عليه إلى التحقيق والمحاكمة.

وأشار الشمري إلى أن المهربين ينشطون ضمن شبكات متصلة في عدة محافظات سورية، بالتوازي مع شبكات في شمال شرقي سوريا، لاستدراج الراغبين في الهجرة وابتزازهم ماديا.

وتوهم هذه الشبكات ضحاياها بأن لديها تنسيقا مع حرس الحدود من الطرفين، بينما الواقع أن أغلبهم يطلبون دفعة مالية أولى ثم يختفون، أو ينقلون الضحايا إلى مناطق نائية قرب الحدود العراقية أو التركية، ويتركونهم هناك دون مساعدة.

إلى ذلك، كشف مصدر أمني، أن قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة لـ قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اعتقلت خلال الفترة الماضية عددا من المهربين، عقب تلقيها شكاوى من مواطنين سوريين، معظمهم من أبناء الساحل وصلوا حديثا إلى الحسكة،أفادوا بتعرضهم لعمليات احتيال أثناء محاولتهم الوصول إلى إقليم كردستان العراق.

وأوضح المصدر أن "عمليات التهريب تتم عبر شبكات صغيرة، تتألف عادة من ثلاثة إلى ستة أفراد، حيث يتمركز أحدهم في مناطق الساحل لتجنيد الضحايا، في حين يتولى آخرون نقلهم إلى الحسكة وتسليمهم لأشخاص محليين هناك. هؤلاء بدورهم يوهمون الضحايا بتهريبهم ليلا إلى داخل الإقليم، ثم يتخلون عنهم في مناطق نائية داخل الأراضي السورية".

وأكد المصدر أن "العديد من الضحايا ينحدرون من مناطق الساحل السوري بشكل خاص، إلى جانب أفراد من محافظات أخرى مثل دمشق، وكلهم وقعوا فريسة لهذه الشبكات المنظمة".

وأشار إلى أن قوات حرس الحدود التابعة لقسد كثّفت من دورياتها خلال الفترة الأخيرة على طول الشريط الحدودي، بهدف التصدي لعمليات التهريب وملاحقة الأفراد المتورطين ضمن هذه الشبكات التي تمتهن الاحتيال والابتزاز المالي.