هاشتاغ
بحث

ما حقيقة وجود أكثر من 2000 مقاتل لداعش في الصحراء السورية؟

02/07/2025

داعش-سوريا

شارك المقال

A
A

هاشتاغ – متابعة

 

في الوقت الذي كشف فيه مسؤول عسكري بوزارة الدفاع السورية الجديدة قبل أيام عن إحباط مخطط لتنظيم داعش الإرهابي لتنفيذ عمل عسكري واسع ومفاجئ على دمشق، بالتزامن مع خطط لتغلغل عناصر من البادية إلى المدن السورية، جاء تحذير متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية عن وجود أكثر من 2000 عنصر من التنظيم الإرهابي ينشطون في البادية السورية ويحاولون إعادة تنظيم صفوفهم، ليثير مخاوف جديدة حول مستقبل الوضع الأمني في البلاد بشكل عام.

 

التحذير الذي أطلقه محمود حبيب، المتحدث باسم قوات شمال سوريا - أحد مكونات قوات سوريا الديمقراطية في مقابلة مع وكالة رووداو، من أن "هناك ما لا يقل عن 2000 مقاتل في الصحراء السورية"، مستشهداً بتقارير استخباراتية غربية تشير إلى "تحركات كبيرة" بين عناصر داعش، يدعم الرواية الرسمية للحكومة الجديدة التي اتهمت التنظيم بالوقوف وراء تفجير كنيسة مار الياس بدمشق في 23 حزيران الماضي والذي ذهب ضحيته أكثر من 25 قتيلاً وعشرات الجرحى.

 

وتشكل البادية السورية الممتدة من الحدود السورية العراقية والإردنية وصولاً إلى مدينة حمص في الوسط ودمشق والسويداء في الجنوب ومناطق دير الزور والرقة في الشمال بمساحة توازي نصف مساحة سورية بتضاريسها القاسية، ملاذاً آمناً للتنظيم الذي نجح في التخفي في تلك البادية والاستفادة من قساوة مناخها لإعداد وتنفيذ هجمات على مدى السنوات الماضية.

 

ويؤكد حبيب أن وعورة الصحراء وانعدام الرقابة المستمرة يوفران ظروفاً مثالية لتنظيم داعش لإعادة تنظيم صفوفه وعملياته وتمويل أنشطته محذراً من أن التهديد "لا يزال كبيراً، لاسيما على المراكز السكانية والمدن السورية".


تنظيم داعش بدأ بإعادة تنظيم صفوفه في الصحراء وبدأ شن هجمات متزايدة في الأشهر الأخيرة ضد قوات سوريا الديمقراطية وضد مناطق سيطرة الحكومة الجديدة

الرواية الرسمية

بعيد الهجوم الإرهابي على كنيسة مار الياس بدمشق في 23 حزيران الماضي كشف قائد في الجيش السوري الجديد لصحيفة الشرق الأوسط عن محاولات لتنظيم داعش لشن عمل عسكري واسع ومفاجئ على دمشق، بالتزامن مع خطط لتغلغل عناصره من البادية إلى المدن السورية واحتلال مناطق منها.

 

وبالرغم من أن البعض اعتبر تصريحات القائد العسكري محاولة لحرف الانتباه عن تفجير الكنيسة من خلال تحميل التنظيم المتطرف المسؤولية عنه، لكن التفجير بحد ذاته والمعلومات التي كشفها القائد العسكري، تقرع جرس الإنذار من جديد حول مدى سيطرة القيادة الجديدة وقدرتها على مواجهة التحديات الأمنية وعلى رأسها تنظيم داعش.

 

إن صحّت المعلومات التي كشفها المصدر العسكري، فهي تتطلب تحركاً واسعاً وسريعاً لقطع الطريق على داعش ومنعه من تنفيذ مخططه، لأنه في حال نجاح ولو جزء من المخطط ستكون سوريا مقبلة على أحداث أمنية تعيدها إلى مربع الصراع وبالتالي تمنع أي شكل من أشكال التعافي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.


الموقف الأمريكي

تقول الإدارة الأمريكية إنها حققت معظم أهدافها بمحاربة تنظيم داعش وإضعاف قدرته على التحشيد والتجنيد بعد سنوات من بدء عملية العزم الصلب ضد التنظيم في عام 2014، وبناء على ذلك ستقوم بتقليص وجودها العسكري في سوريا مع احتفاظها بقاعدة واحدة ونحو 1000 جندي أمريكي.

لكن مجلة فورين بوليسي الأمريكية كشفت في تقرير لها مطلع الشهر الماضي أن تنظيم داعش بدأ بإعادة تنظيم صفوفه في الصحراء، وبدأ شن هجمات متزايدة في الأشهر الأخيرة ضد قوات سوريا الديمقراطية، وضد مناطق سيطرة الحكومة الجديدة وتم إحباط بعضها بفضل مشاركة معلومات استخباراتية بين واشنطن ودمشق.

ومن تلك الهجمات التي بلغت أكثر من 96 هجوماً، تم إحباط هجوم وشيك على مقام السيدة زينب جنوب دمشق وكنيسة في حلب وحافلة ركاب على طريق أم 5، بحسب المجلة.

 

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أكد الشهر الماضي أيضاً أن أي "انسحاب متسرع" للقوات الأمريكية من سوريا قد يساعد على عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي، لاسيما في ظل وجود حكومة جديدة في دمشق لم يتم اختبارها بعد في مهمة مواجهة التنظيم بمفردها.

 

ويشير المعهد في تقرير له إلى أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي قد يعرّض أهداف السياسة الأمريكية في سوريا وخارجها للخطر، لأن الحكومة الحالية في دمشق غير قادرة على "تولي المهمة الأمريكية الرئيسية في سوريا - محاربة تنظيم (داعش)".

 

المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية توقع أن تُبقي الولايات المتحدة على الأرجح على وجودها العسكري في سوريا في المستقبل المنظور. وقال: "أصبح وجود القوات الأمريكية في سوريا قراراً استراتيجياً للإدارة الأمريكية، ولا يُتوقع أن يتغير في أي وقت قريب".

 

وأوضح أن واشنطن تُعزز وجودها بالانتقال إلى "قاعدتين ضخمتين في شمال شرق سوريا "لتعزيز الكفاءة العملياتية والأمن" وأن إعادة الهيكلة هذه تضمن استمرار دعم جهود قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة الإرهاب.

 

وأكد أن "القوات الأمريكية باقية، وستكون في هذه القواعد قادرة على التدخل في المهام المطلوبة، سواء كانت جوية أو برية أو عملياتية".

الوضع يتطلب تعاوناً وتنسيقاً بين دمشق وقسد

 

تستدعي التصريحات المتزامنة بشأن استعادة تنظيم داعش الإرهابي نشاطه من الجهات الرسمية في دمشق وفي قوات سوريا الديمقراطية استعجال التعاون وتنظيم الصفوف لمواجهة أية مخاطر أمنية أو عسكرية قد يفرضها التنظيم في المرحلة المقبلة، ومنعه من الاستفادة من الفراغات الأمنية والعسكرية في مناطق محددة وتجنيب السكان مخاطر ارهابية كبيرة.

 

وفي هذا الإطار يؤكد المتحدث باسم قوات شمال سوريا، بأن قسد تعمل على التكامل مع وزارة الدفاع السورية وقال: "تدرس اللجان المشتركة جميع التفاصيل اللازمة لتحقيق هذا التكامل"، واصفاً هذا الجهد بأنه جزء من مبادرة أوسع لبناء سوريا موحدة ومستقرة وخالية من تهديدات المتطرفين.

 

لكن قسد نفت التقارير الإخبارية والإشاعات التي تحدثت قبل أيام عن تحركات مشتركة بين وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية لشن عمليات عسكرية مشتركة ضد عناصر تنظيم داعش في البادية السورية، رغم استعداداتها الجارية لمحاربة التنظيم في أي وقت.

 

وبحسب إذاعة مونتي كارلو الدولية فإن قوات سوريا الديمقراطية نفت تلك التقارير لكنها أبدت جهوزيتها للمشاركة في أي عمليات تهدف إلى مواجهة داعش، وأن "قواتها مستعدة دائماً للمشاركة في أي جهد وطني سوري ودولي لمحاربة داعش".


التعليقات

الصنف

سياسة

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025