هاجم موقع "واللا" الإخباري العبري، المناهج التعليمية في سوريا، متّهماً إياها بـ"معاداة السامية" والتحريض ضد إسرائيل، وذلك في تقرير نشره بالتزامن مع الحديث المتصاعد عن تقدم في المفاوضات الأمنية غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب.
التقرير، الذي استند إلى بحث صادر عن "معهد إمباكت-سي للأبحاث والسياسات" المتخصص بتحليل المناهج المدرسية حول العالم، اعتبر أن "السلام الحقيقي لا يمكن أن يقتصر على التصريحات السياسية فقط، بل يجب أن يشمل تغييرًا في التربية والتعليم"، وفق تعبير المعهد.
وبحسب التقرير، فإن وزارة التربية السورية أطلقت تعديلات جديدة على المناهج التعليمية في كانون الثاني/ يناير 2025، وصفها الموقع بـ"أسلمة المناهج"، مشيرًا إلى حذف مضامين علمانية، وتراجع تمثيل المرأة، وتعزيز مفاهيم مثل الشهادة والتضحية بالنفس.
ورأى التقرير أن هذه التعديلات تكرّس ثقافة العداء تجاه إسرائيل واليهود، مستشهداً بكتب دراسية تصف الصهيونية بأنها "أيديولوجيا عنصرية وتوسعية"، وتروّج، بحسب زعمه، "نظريات مؤامرة" عن الهيمنة اليهودية على الاقتصاد والسياسة العالميين.
واعتبر معهد "إمباكت-سي"، أن المناهج السورية لم تشهد تحولاً حقيقياً في الموقف من إسرائيل، على الرغم من إلغاء وصف "حرب أكتوبر" بـ"حرب التحرير" في كتب الصف الثالث الابتدائي، وتبنّي تعبير "حرب 1973" الأكثر حيادية.
لكن التقرير رأى أن هذا التغيير رمزي ولا يعكس تحولاً جوهريًا في الخطاب التعليمي، مشيرًا إلى استمرار تمجيد شخصيات مثل دلال المغربي في كتب اللغة العربية، واصفاً إياها بـ"بطلة"، رغم أنها قادت عملية ضد إسرائيل عام 1978 قُتل فيها 38 مستوطناً.
وقال ماركوس شيف، المدير التنفيذي للمعهد، إن "أي مفاوضات سياسية بين سوريا وإسرائيل لا يمكن أن تكون ذات معنى دون إصلاح جوهري في التعليم"، مضيفاً: "السلام يبدأ من الفصول الدراسية".
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الضغط الدولي هو العامل الحاسم لدفع الحكومة السورية إلى تعديل المناهج، إذا كانت هناك نية جدية لإعادة العلاقات أو التوصل إلى تسوية طويلة الأمد.
يأتي هذا الهجوم الإعلامي رغم مؤشرات على تقارب أمني وسياسي بين سوريا وإسرائيل بوساطة أميركية ودولية، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد نهاية 2024، ووصول حكومة انتقالية جديدة بقيادة أحمد الشرع.