هاشتاغ
بحث

زياد أبو طافش لـ "هاشتاغ": ما جرى في السويداء مخطط له ولا حوار مع السلطة

02/08/2025

فصائل-السويداء

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - خاص

بعد عشرة أيام تقريباً من توقف الهجوم العسكري و"الفزعة العشائرية" على محافظة السويداء جنوبي سوريا، مازالت المحافظة تعاني من تداعيات تلك الهجمات والحصار المفروض عليها لدرجة أن الخارجين من المحافظة يتحدثون عن "مدينة منكوبة" بكل المقاييس، بالرغم من بدء إدخال السلطات السورية قوافل مساعدات منذ عدة أيام بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.

المقاتلين لا يتجاوز عددهم 10% من الضحايا والذين استشهدوا على جبهات القتال والمواجهة

نحو 4 آلاف بين قتيل وجريح

تشير التقديرات الأولية بحسب زياد أبو طافش مسؤول المكتب الإعلامي في فصائل لواء الجبل، إلى أن "عدد الشهداء في الهجوم على السويداء أكثر من 2000 شخص والجرحى تجاوز عددهم 2000 أيضاً في إحصائية تقريبية غير نهائية، 90% منهم هم مدنيون عزل كانوا آمنين في منازلهم."


وقال أبو طافش في تصريحات لهاشتاغ إنه "تم تصفية هؤلاء في منازلهم وفي بيوتهم في عملية إبادة جماعية، وقد أثبتت الفيديوهات هذه الانتهاكات وكيف ساقوهم إلى الساحات ناهيك عن المدنيين الذين قاموا بحرقهم في منازلهم."


ويوضح المسؤول الإعلامي أن "المقاتلين لا يتجاوز عددهم 10% من الضحايا والذين استشهدوا على جبهات القتال والمواجهة" مؤكداً أن أبناء السويداء دافعوا عن أرضهم وبيوتهم وقال "نحن لم نهاجم بيوتهم وأماكن وجودهم، هم من دخل على السويداء بحجة بسط سيطرة الدولة وفرض الاستقرار وفض الاشتباك بين الدروز وبين عشائر البدو."


وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلنت أنها وثّقت مقتل ما لا يقل عن 814 شخصاً بينهم 34 سيدة و20 طفلاً، وإصابة ما يزيد عن 903 آخرين في الاشتباكات التي شهدتها محافظة السويداء، منذ 13 تموز/يوليو وحتى 24 منه.

ما جرى في السويداء مخطط له

يوضح أبو طافش أن أهالي السويداء يعيشون مع عشائر البدو منذ أكثر من 300 سنة في أرض الجبل (السويداء)، وبالرغم من أنه كانت تحدث خلافات واحتكاكات على مدار تلك السنين، لكن كان يتم حلها بشكل عشائري واجتماعي بأقل الخسائر "بالمونة وبالمحبة".


ويعتبر أن المشكلة الأخيرة مع عشائر البدو في السويداء "تم اختلاقها" لافتعال أزمة بين العشائر وبين أهل السويداء وإيجاد "ذريعة وحجة لدخول القوة العسكرية إلى السويداء"، مشيراً بذلك إلى عملية خطف مجموعة مسلحة من عشائر البدو في 12 و 13 تموز للشاب فضل الله دوارة، على طريق دمشق السويداء بعد حاجز الأمن العام ببضع كيلومترات.


ويؤكد المسؤول الإعلامي أن المشكلة كانت على وشك الحل وتم الاتفاق على تسليم واستلام المخطوفين من كلا الجانبين إلاً أن "أشخاصاً من البدو عطلوا الاتفاق لتأجيج نار الفتنة" متهماً جهات في السلطة بالتخطيط للمشكلة.

أكثر من 31 قرية تم ترحيل أهلها

بحسب مسؤول المكتب الإعلامي في فصائل لواء الجبل فإن الهجوم على السويداء أدى إلى تدمير وحرق العديد من القرى في الريف الغربي والشمالي من المحافظة وترحيل سكانها إلى مناطق أخرى داخل المحافظة بعيداً عن مناطق الاشتباك.


ومن تلك القرى: الصورة، جرين، لبين، تعارة، الدور، الدوير، حران، قراصة، نجران، الثعلة، كناكر، المجيمر، عرى، الخالدية، السالمية، الحقف، الهيت، الهيات، وهي مناطق تتعرض لرمايات نارية متكررة من أماكن تمركز فصائل البدو المسلحة .. "هذه القرى تم تهجير أهلها وسرقة محتويات بيوتها وأحرقوها بمن بقى فيها من العجائز الذين لم يتمكنوا من الخروج"، وفق أبو طافش.

لا حوار مع هذه السلطة

رداً على سؤال حول إمكانية فتح قنوات الحوار من جديد مع السلطات المركزية بشأن مستقبل المحافظة وعلاقتها بدمشق بعد توقف القتال، أكد المسؤول الإعلامي في فصائل لواء الجبل أنه "لم يعد هناك مجال للحوار أو التحاور" مع هذه الحكومة بعد كل ما تعرضت له السويداء منها.


وأشار أبو طافش إلى "الاعتداءات والانتهاكات" التي مورست بحق أبناء السويداء مع دخول القوات الحكومية إلى المحافظة والتي تم توثيق بعضها عبر فيديوهات كثيرة.

قادرون على حماية أنفسنا لكن تدخل التحالف الدولي خفف علينا فاتورة الدم

لا ارتباطات مع الخارج وبوصلة أهالي السويداء واضحة

حول الاتهامات لبعض الفصائل والمرجعيات في السويداء بالارتباط بأجندات خارجية ولاسيما "إسرائيل"، نفى أبو طافش وجود أي ارتباطات لأهل السويداء وفصائلها مع أحد، وقال "هناك قرار دولي بحماية الأقليات من بطش هذه السلطة" وأن القصف الإسرائيلي للقوات المهاجمة للسويداء جاء ضمن اتفاق دولي "لتخفيف فاتورة الدم."


وأكد أبو طافش أن "أهل السويداء لا يطلبون حماية من أحد ونحن قادرون على حماية أنفسنا، لكن تدخل التحالف الدولي خفف علينا فاتورة الدم" وأن ما حصل جاء ضمن القوانين والشرائع الدولية "لحماية الأقليات" من البطش والقتل.


وتساءل لماذا كان مقبولاً رفع المتظاهرين في بدايات الثورة السورية 2011 في الساحات السورية لافتات للمطالبة بحماية دولية، وكان مقبولاً أن يشكروا "إسرائيل" لتدخلها بقصف نظام الأسد في ذلك الوقت، وممنوع على أهل السويداء المطالبة بحماية دولية من القتل والبطش؟


وأكد أبو طافش أن تاريخ أهل السويداء يشهد لهم في الوطنية والانتماء الوطني والدفاع عن الوطن وقال: "لا أحد يستطيع أن يزاود على أبناء السويداء في وطنيتهم وبمحبة تراب البلد والوطن، نحن دفعنا دماء على أيام أجدادنا ضد المستعمر الفرنسي والعثماني وكان الفضل لأجدادنا بانتفاضة الثورة السورية الكبرى وتحرير سوريا أكثر من مرة من المعتدين والغزاة بالتعاون مع أخوتنا وأهلنا بالمحافظات الأخرى عندما بايعوا سلطان باشا الأطرش لقيادة الثورة السورية الكبرى وعندما حاربت طلائع بني معروف حماة الثغور مع الشريف حسين ضد الاحتلال العثماني وحرروا البلاد منهم".

السويداء منكوبة ومازالت تتعرض للحصار

بالرغم من نفي الحكومة السورية وجود أي حصار على محافظة السويداء وأن إمدادات الطحين والغذاء والدواء والمحروقات تدخل إليها بانتظام من خلال قوافل المساعدات الإنسانية، يؤكد المسؤول الإعلامي في فصائل لواء الجبل أن "السويداء محافظة منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهي محاصرة".


ويوضح أن المساعدات التي تدخل هي "مساعدات بالقطارة لا تكفي 50% من السكان وخاصة المحروقات التي كان يدخل منها يومياً قبل الأحداث 8 صهاريج بنزين و 8 صهاريج مازوت، أما اليوم لا يدخل سوى 2 صهريج تكفي فقط لتشغيل الأفران والمشافي خصوصاً في ظل انقطاع الكهرباء لفترات طويلة."


ويضيف أن ذلك يحدث بالتزامن مع حرمان أهالي السويداء في المناطق الشمالية والغربية من الذهاب إلى حقولهم ومزارعهم لممارسة أعمال الزراعة وجني المحاصيل أو حتى التزود بالمياه من الآبار الموجودة فيها لتغطية حاجة السكان.

الوضع لم يكن يسمح بأن تقوم كل عائلة بدفن أبنائها خصوصاً أن هناك عائلات تمت تصفيتها بالكامل

الجثامين المدفونة في المقبرة الجماعية لأبناء السويداء

يؤكد أبو طافش أن الإدعاءات التي تم تداولها من بعض مؤيدي السلطة بأن من تم دفنهم في المقبرة الجماعية في السويداء هي لأفراد من الأمن العام و وزارة الدفاع هي "محض افتراء وكذب" وأن الجثامين التي دفنت في مقبرة جماعية بعد خامس يوم من الاشتباكات هي لأبناء السويداء.


وأوضح أن "الوضع لم يكن يسمح بأن تقوم كل عائلة بدفن أبنائها خصوصاً أن هناك عائلات تمت تصفيتها بالكامل" مثل عائلة الرضوان التي تم تصفية 10 أشخاص في أحد المضافات وكذلك آل بدر العزّل الذين تم تصفية 13 منهم، و آل سرايا لم يبق منها سوى شاب واحد هو خارج البلد "تم تصفيتهم في دوار تشرين بدم بارد."


وأَضاف.."اضطرينا لدفن شهدائنا في مقابر جماعية بسبب تفسخ الجثامين لأن المشفى الوطني كان خارج الخدمة" والكادر الطبي منهك.

عندما يتعرض أبناء السويداء لخطر وجودي وإبادة" يصبح كل شخص قادر على حمل السلاح من واجبه أن يدافع عن بلده

لا فلول في السويداء

يقول أبو طافش إن هناك من يحاول أن "يصورنا أننا فلول نظام أو ميليشيات الهجري" مؤكداً أنه لا يوجد في السويداء فلول للنظام، وأن أبناء السويداء الضباط إن كان في سلك الشرطة أو الجيش في ذلك الوقت لم يوغلوا في دماء السوريين.


وأكد أن أبناء السويداء عندما "يتعرضون لخطر وجودي وإبادة" يصبح كل شخص قادر على حمل السلاح من واجبه أن يدافع عن بلده وهذا بكل الشرائع والقوانين الدولية والدينية "واجب مقدس أن ندافع عن أهلنا وعن عرضنا وكرامتنا"، معتبراً أن "العشائر تم الزج بها في الهجوم بعد طلب الفزعة منهم بشكل رسمي".

التعليقات

الصنف

محليات

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025