أكد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، أن سوريا لا تريد أن تكون في حالة قلق أو توتر مع أي دولة، وأن الكرة في ملعب الدول التي تثير الفتن والقلاقل، مشددا على أن سوريا تبحث عن علاقات هادئة مع جميع دول العالم والمنطقة.
علاقة هادئة مع روسيا
وفي أول لقاء تلفزيوني له على شاشة "الإخبارية السورية"، أوضح أن لروسيا مكانة مهمة باعتبارها دولة كبرى وعضوا في مجلس الأمن، وأن الروابط معها ينبغي الحفاظ عليها وإدارتها برزانة، مؤكدا أن العلاقات يجب أن تُبنى على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها.
وأعلن الشرع أن روسيا أعطت التزامات معينة لسوريا الحالية ونحن أعطينا التزامات ونحن وفينا بها وهم وفوا بها حتى اللحظة.
وكشف أن مفاوضات جرت مع روسيا في معركة حماة، بينما انسحبت موسكو من المشهد العسكري عند معركة حمص ضمن اتفاق، مضيفا أن سوريا استطاعت أن تبني علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والغرب، وتحافظ على علاقة هادئة مع روسيا، وتؤسس لعلاقات قوية مع دول الإقليم.
وعن العلاقة مع طهران، قال الشرع إن سقوط النظام السابق أدى إلى إخراج "الأذرع الإيرانية" من المنطقة ودخول العلاقات السورية الإيرانية في "حالة من البرود"، مضيفا أن "الجرح مع إيران أعمق لكن لا نقول سيكون هناك قطيعة دائمة بيننا وبين الإيرانيين".
اتفاق أمني مع إسرائيل
كما أكد الرئيس السوري أنه يجري التفاوض على اتفاق أمني مع إسرائيل، لافتا إلى أنه كان لدى تل أبيب مخطط لتقسيم سوريا.
وقال الشرع: "إسرائيل كان لديها مخطط تقسيم لسوريا وكانت تريدها أن تكون ميدانا للصراع مع الإيرانيين أو ما شابه، وتفاجأت من سقوط النظام".
وأضاف: "إسرائيل اعتادت أن تعالج مشاكلها الاستخباراتية وفشلها الأمني في بعض الأحيان بأن تستخدم عضلاتها في الحذر الزائد في المخاوف الأمنية".
وأشار إلى أن "إسرائيل اعتبرت أن سقوط النظام هو خروج لسوريا من اتفاق عام 1974، رغم أن سوريا أبدت من أول لحظة التزامها به".
وأكد أن "سوريا أبدت التزامها باتفاق 1974 وراسلت الأمم المتحدة وطلبت من قوات الأندوف أن تعود إلى ما كانت عليه، ويجري تفاوض على اتفاق أمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل 8 كانون الأول/ديسمبر".
سوريا لا تقبل القسمة
وأشار الشرع إلى أن أي سلطة لديها مهمتان أساسيتان: حماية الناس والسعي في أرزاقهم، وعليه سارت السياسة السورية منذ اللحظات الأولى.
وأوضح أن هناك قطاعات عديدة يجري العمل عليها حاليا في سوريا، منها قطاع الزراعة، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر التسعة الماضية جرى استقبال نحو 1150 خط إنتاج جديدا، إضافة إلى إعادة تشغيل المعامل المتوقفة.
وأكد الشرع أن صندوق التنمية يستهدف بناء البنية التحتية للقرى والبلدات المهدمة، وهو معالجة مباشرة لموضوع المخيمات والنازحين.
وشدد الشرع على أن سوريا لا تريد أن تعيش على المساعدات أو القروض المسيسة، مبينا أن البديل هو فتح البلاد أمام الاستثمارات، مع الاستفادة من تجارب الدول المحيطة ودمجها مع المعطيات الداخلية لإقامة مشاريع اقتصادية.
وأوضح أن الاستثمارات الخارجية توفر فرص عمل وقطعا أجنبيا، إلى جانب المساهمة في إصلاح البنية التحتية، لافتا إلى أن حركة المال والاستثمار داخل سوريا تنعكس إيجابا على جميع القطاعات، وتفتح في الوقت نفسه أسواقا خارجية.
وشدد على أن سوريا لا تقبل القسمة، وأن أي محاولة للتقسيم في شمال شرق سوريا ستضر بالعراق وتركيا، مبينا أن المكون العربي يشكل أكثر من 70% من سكان المنطقة، وأن "قسد" لا تمثل كل المكون الكردي.
ولفت إلى أن مصلحة السويداء ومصلحة شمال شرقي سوريا مع دمشق، معتبرا أن هذه فرصة لسوريا كي تلمّ جراحها وتنطلق بحلة جديدة.
حول المفاوضات مع "قسد"، أشار إلى أنها كانت تسير بشكل جيد، لكن يبدو أن هناك نوعا من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
وأضاف: "الاتفاق مع قسد وُضع له سقف زمني حتى نهاية العام، وكنا نسعى لأن تطبّق بنوده مع نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر القادم. في نهاية المطاف سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وهذا قسم أقسمناه أمام الناس، يجب أن نحمي كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا".


