أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا جديدًا عن الانتشار المتزايد للفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، الذي يصيب الرضع والأطفال دون سن الثانية، ويُعد السبب الرئيسي لدخولهم المستشفيات حول العالم، متسببًا في وفاة أكثر من 100 ألف طفل سنويًا.
وفي حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس" الذي تبثه المنظمة عبر قناتها الرسمية في "يوتيوب"، استضافت فيسمتيا غوبتا سميت الدكتور دانيال فيكين، خبير إدارة الأمراض الوبائية بمنظمة الصحة العالمية، الذي أكد أن هذا الفيروس شديد العدوى وينتقل بسهولة بالعطس والسعال أو حتى ملامسة الأسطح الملوثة. وقال فيكين: "كل طفل تقريبًا يُصاب بهذا الفيروس قبل أن يبلغ عامه الثاني".
انتشار واسع وعدوى سريعة
يُسبب الفيروس المخلوي التنفسي نحو 33 مليون إصابة سنويًا بعدوى الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، وهذا يؤدي إلى أكثر من 3 ملايين حالة دخول إلى المستشفيات.
وحذر فيكين من أن "نصف الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس تحدث بين الأطفال دون سن الستة أشهر"، مشيرًا إلى أن الخطر أكبر في الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
من نزلة برد إلى خطر على الحياة
يبدأ المرض نزلة برد عادية، لكنّه قد يتطور بسرعة إلى التهاب رئوي حاد أو صعوبات في التنفس.
ومن علامات الخطر التي تستوجب التوجه الفوري للطبيب:
- صعوبة التنفس أو الأزيز.
- ضعف الرضاعة أو فقدان الشهية.
- نعاس شديد أو خمول.
- زرقة الشفاه والأظافر نتيجة نقص الأوكسجين.
بعد عقود من الأبحاث.. الأمل في الأفق
نجح العلماء أخيرًا، بعد عقود من المحاولات، في تطوير وسيلتين فعالتين للتحصين ضد الفيروس.
الوسيلة الأولى هي لقاح يُعطى للنساء الحوامل في الثلث الأخير من الحمل، وينقل الأجسام المضادة إلى الجنين ليولد محصنًا ضد الفيروس حتى عمر ستة أشهر.
أما الوسيلة الثانية فهي جسم مضاد وحيد النسيلة يُعطى للرضيع مباشرة بعد الولادة، ويوفر له حماية تمتد نحو نصف عام.
وقال فيكين: "بعد سنوات من العمل الشاق، أصبحت لدينا الآن أدوات فعالة لحماية الأطفال من هذا الفيروس القاتل. والتحدي المقبل هو ضمان وصولها إلى جميع الدول".
الوقاية تبدأ من البيت
شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية الإجراءات اليومية البسيطة لتقليل العدوى، مثل:
- غسل اليدين بانتظام.
- تجنّب التدخين قرب الأطفال.
- الابتعاد عن المصابين بأمراض تنفسية.
- استشارة الطبيب قبل موسم الخريف والشتاء.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الوعي والتطعيم المبكر هما السلاح الأقوى في مواجهة الفيروس المخلوي التنفسي.
وبينما تمثل اللقاحات الجديدة بارقة أمل عالمية، يبقى التزام النظافة والوقاية اليومية مسؤولية جماعية لحماية الأطفال من هذا الخطر الصامت.
