أنهى فريق من العلماء الأمريكيين معاناة الملايين مع "كابوس المطبخ" الأشهر، دموع البصل.
فقد تمكن باحثون من جامعة "كورنيل" من حل اللغز الذي حيّر الطهاة لعقود، كاشفين أن السبب لا يكمن في نوع البصل ولا في الحيل التقليدية؛ بل في طريقة التقطيع نفسها.
السكين هو البطل
بينت الدراسة، المنشورة في مجلة "PNAS" العلمية، أن استخدام سكين حاد والتقطيع ببطء وثبات يقلل تقليلاً كبيراً من انبعاث المواد الكبريتية التي تثير العينين وتسبب البكاء.
كما اقترح الباحثون تغطية البصلة بطبقة خفيفة من الزيت قبل التقطيع، ليعمل حاجزاً يقلل من انتشار الجزيئات المهيجة في الهواء.
رذاذ سريع كالعاصفة
باستخدام كاميرات فائقة السرعة، رصد العلماء لحظة اختراق السكين لطبقات البصلة، ليكتشفوا أن خلاياها تُطلق رذاذاً دقيقاً بسرعة تصل إلى 140 كيلومتراً في الساعة.
يحمل هذا الرذاذ مادة كيميائية تُعرف باسم "بروبانثيال إس-أوكسيد"، وهي المسؤولة عن الحرقة والدموع.
وأوضح الباحث سونغهوان جونغ أن هذا الرذاذ قد ينقل بكتيريا من القشرة الخارجية إلى سطح المطبخ إذا كانت ملوثة، وهذا يجعل تقطيع البصل بطريقة خاطئة مسألة تتعلق بسلامة الغذاء أيضاً.
وداعاً للحيل القديمة
بخلاف المعتقدات الشائعة، فإن تقطيع البصل تحت الماء أو ارتداء نظارات سباحة ليس الحل الأمثل.
فالخدعة الحقيقية تكمن في تجنب الضغط الزائد على البصلة في أثناء التقطيع؛ لأن الضغط العالي يُفجّر خلاياها ويُطلق كميات كبرى من المركبات المهيجة.
نصائح علمية لتقطيع بلا دموع
قدّم الفريق مجموعة من الإرشادات البسيطة لجعل تجربة تقطيع البصل أكثر لطفاً:
- استخدم سكيناً حاداً ونظيفاً دائماً.
- قطّع البصلة ببطء وثبات من دون ضغط.
- ضع البصلة في الثلاجة بضع دقائق قبل التقطيع لتقليل تطاير المركبات الكبريتية.
- امسح سطحها بقليل من الزيت النباتي قبل التقطيع.
- نظّف السكين ولوح التقطيع فور الانتهاء لتفادي تراكم البكتيريا والرائحة.
وخلص الباحثون إلى أن "دموع البصل ليست قدراً"، وأن التعامل العلمي مع البصل قد يُنهي واحدة من أكثر الظواهر المزعجة في المطبخ.
بدلاً من لوم البصل، ربما حان الوقت أن نشحذ سكاكيننا جيداً ونقطع برفق.


