كشفت دراسة علمية حديثة عن 4 استراتيجيات فعّالة تساهم في تعزيز عمل الدماغ، وتحسين القدرات الإدراكية، والوقاية من التدهور المعرفي وأمراض الخرف، وعلى رأسها مرض الزهايمر الذي يُعدّ من أكثر أمراض الشيخوخة انتشارًا حول العالم.
وبحسب ما نقله موقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today)، فإن نتائج الدراسة جاءت بعد مقارنة برنامجين تدريبيين لمجموعة من المشاركين بمتوسط عمر 68 عامًا، أحدهما منظم والآخر ذاتي التوجيه. وتبيّن أن الجمع بين تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن يحدث فرقًا ملموسًا في أداء الدماغ ووظائف الذاكرة.
أولاً: التزم نظام غذائي صحي داعم للدماغ
أوصى الباحثون باتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على مبدأ نظام MIND، وهو مزيج بين النظامين المتوسطي و"داش"، ويُعرف بقدرته على دعم صحة الدماغ.
ويشمل هذا النظام تناول الخضروات الورقية، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والتوت، والأسماك، وزيت الزيتون، مع تقليل السكريات والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا النمط الغذائي لا يحافظ فقط على وزن صحي؛ بل يساعد أيضًا في تقليل الالتهابات وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وهذا يُسهم في حماية الخلايا العصبية.
ثانياً: مارس التمارين الرياضية بانتظام
أكّدت الدراسة أن التمارين الهوائية وتمارين المقاومة تؤدي دورًا أساسيًا في تعزيز اللياقة البدنية وصحة القلب، وهذا يؤثر تأثيراً مباشراً في أداء الدماغ.
وأوضح العلماء أن الدماغ يحتاج إلى إمداد ثابت بالأوكسجين عبر الدورة الدموية، وأن أي ضعف في اللياقة أو كفاءة القلب يقلل من هذا الإمداد الحيوي.
حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي السريع أو صعود الدرج أو تمارين التمدد اليومية يمكن أن تُحدث تحسناً واضحاً في الوظائف الإدراكية عند المداومة عليها.
ثالثاً: حفّز ذهنك بالألعاب والأنشطة المعرفية
شدد الباحثون على أهمية التحفيز الذهني المستمر بالألعاب المعرفية مثل الكلمات المتقاطعة، والألغاز المنطقية، والخدع البصرية، وألعاب الذاكرة الرقمية.
وأوضح التقرير أن الهدف من هذه الأنشطة ليس التسلية فقط؛ بل تدريب الدماغ على التفكير والتحليل واسترجاع المعلومات بسرعة، وهذا يساهم في الحفاظ على الليونة الذهنية ويؤخر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
رابعاً: تواصل مع الآخرين بانتظام
أكدت الدراسة أن التفاعل الاجتماعي يعد من أقوى محفزات الدماغ.
فالمشاركة في المحادثات، أو الانخراط في نشاط جماعي، أو حتى التنافس الإيجابي مع الأصدقاء، كلها أنشطة تحفّز الدماغ على التعلم والانتباه وتقلل من مشاعر العزلة والاكتئاب التي قد تسرّع تدهور القدرات الذهنية.
ويشير العلماء إلى أن مجرد معرفة أن شخصاً آخر يتابع تقدمك أو يشاركك تجربة معينة يمكن أن يُضيف دفعة نفسية ومعرفية مهمة للحفاظ على النشاط العقلي.
وتؤكد الدراسة أن الدماغ يحتاج إلى عناية مستمرة تشبه عناية الرياضي بجسده. فالتغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والتحفيز الذهني، والتواصل الاجتماعي، تشكل معًا منظومة متكاملة للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل مخاطر الزهايمر والخرف.


