في وقت لا يزال فيه سرطان عنق الرحم أحد أكثر أنواع السرطانات تهديدًا لصحة المرأة حول العالم، يؤكد الأطباء أن الوقاية أصبحت اليوم ممكنة وفعّالة بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يمكن إعطاؤه حتى سن 45 عامًا، وهذا يمنح الأمل لملايين النساء في تجنب خطر المرض القاتل.
كسر الصمت والمفاهيم الخاطئة
تُعد المفاهيم المغلوطة عت سرطان عنق الرحم من كبرى العقبات أمام الوقاية المبكرة؛ إذ ما زال البعض يظن أنه مرض معدٍ بالاتصال العرضي أو أنه غير قابل للعلاج.
لكنّ حملات التوعية الطبية تؤكد أن المرض يمكن الوقاية منه بالكامل تقريبًا إذا تم التطعيم في الوقت المناسب، إلى جانب الفحص الدوري المبكر.
حماية واسعة ضد أخطر السلالات
اللقاحات الحديثة، بحسب تقارير طبية دولية، توفر حماية ضد 7 سلالات عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري، إضافة إلى سلالتين منخفضتي الخطورة تسببان الثآليل التناسلية.
وتصل فاعلية هذه اللقاحات إلى نحو 80% في الوقاية من سرطان عنق الرحم، بتحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تمنع العدوى قبل حدوثها.
اللقاح للجميع وليس للفتيات فقط
تشير التوصيات العالمية إلى أهمية التطعيم لكل من الإناث والذكور قبل بدء النشاط الجنسي، وتحديدًا في سن 9 إلى 14 عامًا.
لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن التطعيم حتى سن 45 عامًا ما زال يقدم فائدة كبيرة للأشخاص الذين لم يتعرضوا لجميع أنواع الفيروس بعد، وهذا يجعله خطوة مهمة في أي عمر.
آمن وآثاره الجانبية محدودة
توضح الدكتورة فاندانا جين، رئيسة قسم الأورام النسائية في معهد راجيف غاندي للسرطان بالهند، أن لقاح HPV آمن تمامًا، وأن الآثار الجانبية المحتملة -مثل الألم الموضعي أو الصداع الخفيف أو التعب- تكون مؤقتة وتزول في غضون أيام.
وتضيف: "التطعيم لا يحمي فقط من سرطان عنق الرحم؛ بل يقلل أيضًا من خطر الإصابة ببعض السرطانات الأخرى المرتبطة بفيروس الورم الحليمي".
تمكين صحي للنساء
يرى الخبراء أن نشر الوعي عن اللقاح يُعد شكلًا من أشكال تمكين المرأة صحيًا واجتماعيًا؛ إذ إنه يمنحها فرصة السيطرة على صحتها المستقبلية بعيدًا عن الخوف أو التردد.
فمع كل جرعة تُؤخذ، تقترب المجتمعات خطوة من عالم خالٍ من سرطان عنق الرحم، حلم يمكن تحقيقه بالعلم والوعي والشجاعة.


