هاشتاغ
بحث

طابعة حيوية بحجم قرص الدواء تبشر بعلاج ثوري لإصابات الجهاز الهضمي

18/10/2025

طابعة-حيوية-بحجم-قرص-الدواء-تبشر-بعلاج-لإصابات-الجهاز-الهضمي

شارك المقال

A
A


في خطوة علمية قد تُحدث تحولاً جذرياً في طرائق علاج أمراض الجهاز الهضمي، أعلن باحثون تطوير طابعة حيوية مصغّرة لا يتجاوز حجمها حجم قرص الدواء، قادرة على طباعة أنسجة جديدة داخل الجسم لإصلاح الجروح والقرح الداخلية.


تم تصميم هذه التقنية المبتكرة، التي لا تزال في مراحلها التجريبية، على شكل قلم حبر جاف مزوّد برأس زنبركي يطلق "الحبر الحيوي" داخل الجسم عند الحاجة. ويأمل العلماء أن تسهم مستقبلاً في علاج حالات مثل قرحة المعدة والنزيف الداخلي من دون الحاجة إلى جراحات معقدة أو تدخلات مؤلمة.

آلية عمل الطابعة الحيوية


تحتوي الكبسولة على حجرة صغيرة مملوءة بالحبر الحيوي -وهو مزيج من مواد حيوية وخلايا حية- إضافة إلى آلية مكبس زنبركي تدفع المادة إلى الخارج بدقة.


ويتم تشغيل الجهاز من خارج الجسم بشعاع ليزر قريب من الأشعة تحت الحمراء، قادر على اختراق الأنسجة بأمان من دون أن يتسبب في أي ضرر.


ولضمان وصول الطابعة إلى المكان المستهدف، يتم توجيهها مغناطيسياً بواسطة ذراع آلية خارجية، على غرار استخدام عصا التحكم في ألعاب الفيديو. بهذه الطريقة، يمكن للأطباء التحكم بدقة في حركة الكبسولة داخل المعدة أو الأمعاء لتغطي المنطقة المصابة بالحبر الحيوي.

نتائج التجارب الأولية


حتى الآن، استخدم الباحثون الطابعة في تجارب على معدة الأرانب؛ إذ تم حقن الحبر الحيوي في مواقع محددة داخل الأنسجة.


وأوضح سانجاي مانوهاران، المشرف على الدراسة من المدرسة الاتحادية للفنون التطبيقية في لوزان (EPFL)، أن الحبر الحيوي المستخدم "حافظ على سلامة بنيته وعلى حياة الخلايا داخله لأكثر من 16 يوماً في التجارب المعملية".


وأشار مانوهاران إلى أن فريقه يخطط لتوسيع نطاق الأبحاث لتشمل إصلاح الأوعية الدموية وأنسجة جدار البطن، بما يفتح الباب أمام استخدام التقنية في مجالات طبية أوسع.

آفاق مستقبلية واستخدامات محتملة


يرى الباحثون أن لهذه التقنية إمكانات هائلة، ليس فقط في حماية المناطق المتقرحة من العصارات الهضمية، وإنما أيضاً في دمج الحبر الحيوي مع أدوية أو خلايا خاصة لتعزيز عملية تجديد الأنسجة وتسريع الشفاء.


كما يمكن سحب الجهاز لاحقاً من الفم باستخدام آلية التوجيه المغناطيسي نفسها، وهذا يجعل العملية آمنة وقابلة للتكرار من دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

ثورة في الطب الداخلي


تفتح هذه الطابعة الحيوية الصغيرة آفاقاً جديدة في الطب التجديدي وجراحات الجهاز الهضمي غير التداخلية؛ إذ يمكن مستقبلاً استخدامها لعلاج القرحة والنزيف وحتى إصلاح الأنسجة التالفة داخل الأعضاء الحساسة من دون الحاجة إلى فتح الجسم أو إجراء عمليات كبرى.


وعلى الرغم من أن التقنية لا تزال في طور التطوير، فإنها تمثل بارقة أمل حقيقية لملايين المرضى الذين يعانون أمراض الجهاز الهضمي المزمنة، وقد تكون خطوة مهمة نحو عصرٍ جديد من الطب الداخلي الذكي.

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025