وجّه الرئيس التنفيذي لشركة "سبايس إكس"، إيلون ماسك، انتقادات حادة إلى القائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، شون دافي، بعد أن ألمح الأخير إلى إمكانية الاستغناء عن الشركة في مهام العودة إلى القمر ضمن برنامج "أرتيميس".
وقال ماسك في منشور عبر منصة "إكس": "شون الأحمق يحاول القضاء على ناسا"، في إشارة إلى تصريحات دافي التي أدلى بها في مقابلة على قناة "فوكس نيوز"؛ إذ أعلن أنه يعتزم إعادة إطلاق المناقصات الخاصة بمهمة "أرتيميس 3" بسبب ما وصفه بـ"تأخّر سبايس إكس في تطوير صاروخها العملاق ستارشيب".
وأضاف دافي: "أنا معجب بشركة سبايس إكس، إنها شركة رائعة، لكن المشكلة أنها متأخرة عن الجدول الزمني، ونحن ننافس الصين"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل المزيد من التأجيل في السباق القمري.
من جانبه، ردّ ماسك مؤكدًا أن صاروخ "ستارشيب" سيُكمل المهمة القمرية بالكامل، مشيراً إلى أن شركته "تتحرك بسرعة البرق مقارنة ببقية شركات الفضاء"، نافياً وجود أي تأخير جوهري في البرنامج.
وتأتي هذه التصريحات وسط انتقادات من خبراء حذّروا من أن صاروخ "ستارشيب" المعدّل للهبوط على القمر قد لا يكون جاهزاً بحلول منتصف عام 2027، وهو الموعد المحدد حالياً لإطلاق مهمة "أرتيميس 3".
وفي حال استمرار التأخيرات، قد تضطر "ناسا" إلى الاستعانة بشركة "بلو أوريجين" المملوكة للملياردير جيف بيزوس، أو بشركات أخرى، لتطوير مركبة هبوط بديلة تضمن تنفيذ المهمة في الموعد المحدد، خاصة مع تسارع جهود الصين لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030.
وتأتي هذه التوترات في وقت حساس تشهد فيه "ناسا" مفاوضات لتعيين مدير دائم جديد، بعد استبعاد رجل الأعمال جاريد إيزيكمان -المقرب من ماسك- من المنصب في مايو الماضي. وتشير تقارير إلى أن الرئيس الأمريكي يفكر مجددًا في تعيينه، وهذا يُعارضه شون دافي الذي يسعى إلى الاحتفاظ بإدارة الوكالة مؤقتًا.
ومع اشتداد المنافسة بين عمالقة الفضاء، يبدو أن الصراع هذه المرة لا يدور فقط في المدار؛ بل في أروقة السياسة أيضاً.


