متى يكون الوقت المناسب لطفلك لامتلاك هاتف ذكي؟ خبراء يضعون "قواعد النجاة"

تقرير حديث نشرته منظمة "كومون سينس ميديا" الأمريكية لعام 2025، أشار إلى أن نحو 40% من الأطفال بعمر السنتين يمتلكون أجهزة لوحية خاصة بهم، في حين تصل النسبة بين المراهقين (13 إلى 18 عاماً) إلى أكثر من 90% ممن يمتلكون هواتفهم الذكية.

ويرى الخبراء أن هذه الأرقام تظهر تحوّلاً عميقاً في طريقة نمو الأجيال الحديثة، وتأثيراً واضحاً في الصحة النفسية.

بحسب بيانات شركة "غوغل"، يستخدم أكثر من 50 مليون طالب ومعلم حول العالم أجهزة "Chromebook" ضمن برامج التعليم الرقمي. 

وعلى الرغم من أن ذلك يسهّل الوصول إلى المعرفة، فإن الاختصاصيين يحذرون من أن تمدد "زمن الشاشة" إلى الحياة اليومية قد يؤدي إلى آثار سلبية على التركيز والنوم والصحة العقلية.

الباحث الأمريكي جوناثان هايدت، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة "نيويورك" ومؤلف كتاب "الجيل القلق" (The Anxious Generation)، يؤكد في مقابلة مع "شبكة CNBC "الأمريكية أن الأجهزة الذكية تُصمم عمداً لإبقاء المستخدم، وخاصة الأطفال، أمام الشاشة أطول مدة ممكنة.

ويقول هايدت: "متوسط وقت الشاشة اليومي للأطفال يتراوح بين 8 و10 ساعات، من دون احتساب الوقت المخصص للدراسة، وهذا أمر مقلق للغاية".

يشدد هايدت على أن منع الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم هو الخطوة الأولى لحماية الطفولة.

 ويضيف: "الأشياء السيئة تحدث غالباً عندما يمتلك الطفل جهازاً في غرفة نومه؛ إذ لا توجد رقابة ولا حدود زمنية".

ويضرب مثالاً بما وصفه بـ"الفوضى الرقمية"، موضحاً أن المحتوى غير المناسب ينتشر بسرعة يصعب السيطرة عليها.

من بين توصياته الأكثر وضوحاً، يدعو هايدت إلى عدم منح الأطفال هاتفاً ذكياً قبل دخولهم المرحلة الثانوية.

ويستند هذا المبدأ إلى دراسة شاملة أجرتها مؤسسة "Sabine Labs" على أكثر من 28 ألف شاب، أظهرت أن كل عامٍ من التأخير في امتلاك الهاتف يرتبط بتحسن ملحوظ في الصحة النفسية.

على الرغم من تحذيراته الصارمة، لا يدعو هايدت إلى عزل الأطفال عن التكنولوجيا تماماً؛ بل إلى تنظيم استخدامها بذكاء.

ويقترح أن تكون الأجهزة الرقمية في أماكن مشتركة داخل المنزل مثل غرفة المعيشة أو المطبخ، بحيث يمكن مراقبة المحتوى والزمن المستخدم بسهولة.

كما ينصح الأهل بتخصيص "صندوق للأجهزة" يعود إليه الطفل بعد انتهاء الوقت المسموح.

يختم هايدت بقوله: "لا يمكننا منع التكنولوجيا من حياتنا، لكن يمكننا إعادة التفكير في الطريقة التي نعرض بها أطفالنا لها. إذا أردنا جيلاً متوازناً نفسياً وعاطفياً، فعلينا أن نعيد تشكيل بيئتهم الرقمية".