ذُهل علماء الحفريات في الأرجنتين المجتمع العلمي بعد أن اكتشفوا بيضة ديناصور محفوظة بالكامل يعود تاريخها إلى نحو 70 مليون سنة، في منطقة ريو نيغرو بإقليم باتاغونيا جنوبي البلاد.
ويُعدّ هذا الاكتشاف من أندر العينات التي عُثر عليها في قارة أمريكا الجنوبية، نظرًا إلى حالة الحفظ المدهشة التي بدت عليها البيضة على الرغم من مرور ملايين السنين.
وتُظهر الدراسات الأولية أن البيضة تشبه في شكلها بيض النعام المعاصر، في حين يعتقد الباحثون أنها تعود إلى ديناصور لاحم صغير من فصيلة "بونابارتينيكوس" (Bonapartenykus)، وهو نوع عاش في أواخر العصر الطباشيري، أي قبل انقراض الديناصورات مباشرة.
وقال غونزالو مونيوز، الباحث في متحف برناردو ريفادافيا الأرجنتيني للعلوم الطبيعية، في تصريح لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك": "العثور على حفريات ديناصورات أمر معتاد في الأرجنتين، لكن أن نجد بيضة سليمة بهذه الحالة فهو حدث استثنائي بحق. إنها قطعة من الزمن لم تمسها يد منذ ملايين السنين".
وأضاف مونيوز أن قشرة بيض الديناصورات اللاحمة عادة ما تكون هشة للغاية، وهذا يجعل العثور على بيضة محفوظة بالكامل أمرًا يكاد يكون مستحيلاً.
وأكد أن الفريق العلمي يستعد لإجراء تحليلات بالأشعة المقطعية المتقدمة، للتحقق إن كانت البيضة تحتوي على بقايا جنين متحجر أو مواد بيولوجية يمكن أن تكشف مزيدًا عن تطور الديناصورات.
موقع أثري غني ومفاجآت متتالية
لم يقتصر الاكتشاف على البيضة فقط؛ إذ عثرت البعثة العلمية في الموقع نفسه على أسنان ثدييات وأفاعٍ وفقاريات صغيرة، وهذا يشير إلى أن المنطقة كانت موطنًا لنشاط بيولوجي مكثف وربما منطقة تعشيش قديمة في عصور ما قبل التاريخ.
وشارك الفريق البحثي مقطع فيديو يوثق لحظة العثور على البيضة على سطح الأرض وسط الرمال؛ إذ إنها ظهرت محفوظة حفظاً شبه مثالي. وعلّق الفريق عبر حسابه على "إنستغرام":"قد يكون هذا أول اكتشاف من نوعه في أمريكا الجنوبية. المشهد لا يُنسى، لقد وجدنا مجموعة كاملة من البيوض التي تعود إلى أكثر من 70 مليون سنة".
ويُتوقّع أن يُنقل الاكتشاف إلى متحف العلوم الطبيعية في بوينس آيرس لإجراء مزيد من الدراسات التفصيلية، في خطوة قد تسهم في إعادة كتابة فصل جديد من تاريخ الديناصورات على الأرض.


