حذّر خبراء في طب النوم من اعتياد ضغط زر "الغفوة" (Snooze) بعد رنين المنبّه، مؤكدين أن هذه العادة التي يظنها كثيرون وسيلة للاستيقاظ الهادئ، تربك الدماغ وتُضعف التركيز وتُفسد إيقاع اليوم بأكمله، بحسب ما نقله موقع "ScienceDaily" عن دراسات حديثة نُشرت مؤخرًا.
فقد أظهرت دراسة تحليلية شملت بيانات أكثر من 3 ملايين ليلة نوم لما يقارب 21 ألف مستخدم لتطبيق مراقبة النوم "Sleep Cycle"، أن أكثر من نصف المشاركين يعتمدون على زر الغفوة بانتظام، بمتوسط 11 دقيقة إضافية من النوم بعد رنين المنبّه الأول.
غير أن هذه الدقائق القصيرة لا تمنح الجسم راحة حقيقية؛ بل تُدخل الدماغ في دورة نوم جديدة قصيرة ومشوشة، وهذا يجعل النهوض أكثر صعوبة ويزيد من الشعور بالخمول الصباحي.
اضطراب في دورة النوم الطبيعية
أوضحت الباحثة ريبيكا روبنز، من قسم اضطرابات النوم والساعة البيولوجية في مستشفى "بريغهام آند ويمين" الأمريكي، أن الغفوة المتكررة تُحدث اضطراباً في إيقاع النوم؛ إذ إنها تمنع الدماغ من إتمام مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) المسؤولة عن صفاء الذهن والإحساس بالانتعاش عند الاستيقاظ. وأضافت أن هذا الارتباك في المراحل الطبيعية للنوم يؤدي إلى شعور بالتعب الذهني حتى بعد ساعات نوم كافية.
خمول الاستيقاظ... خطر خفي
في دراسة أخرى نشرتها مجلة "Journal of Physiological Anthropology" عام 2022، تبيّن أن تكرار الغفوة يطيل ما يُعرف بحالة "خمول الاستيقاظ" (Sleep Inertia)، وهي الفترة التي يشعر فيها الشخص بالدوخة أو التشوش الذهني بعد النهوض مباشرة.
كلما زاد عدد مرات الغفوة، زاد هذا الخمول وأصبح بدء اليوم بطاقة إيجابية أكثر صعوبة.
تأثيرات تمتد إلى الهرمونات والتركيز
وفق موقع "Cleveland Clinic" الأمريكي، تختلف آثار الغفوة من شخص لآخر، لكنها تكون أوضح عند من يعانون قلة النوم أو اضطراب الساعة البيولوجية.
وأشار الأطباء إلى أن المشكلة تكمن في أن الدماغ، عند دخوله دورة نوم جديدة بعد الغفوة، لا يحصل على الوقت الكافي لإكمالها، فيتعرض لارتباك هرموني يؤثر في مستويات التركيز والانتباه والمزاج.
استيقظ من أول رنين
يوصي أطباء النوم بضبط المنبّه على وقت الاستيقاظ الفعلي وتجنّب الغفوة المتكررة مهما بدت مغرية، مؤكدين أن النهوض فوراً بعد الرنين الأول يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية وتحسين المزاج والإنتاجية طوال اليوم.
أما الأشخاص الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الغفوة، فيُرجّح الخبراء أنهم يعانون نقصاً مزمن في النوم الليلي، ويحتاجون إلى تعديل نمط حياتهم بتبنّي عادات نوم صحية وتحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ.


