حذّرت شركة "مالويربايتس" المتخصصة في أمن الإنترنت من تنامي موجة الابتزاز الإلكتروني المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذه التطورات التكنولوجية منحت المجرمين أدوات غير مسبوقة لابتكار محتوى مزيف شديد الإقناع يستغل مخاوف الضحايا ويستهدف أموالهم وسمعتهم.
فبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، قالت الشركة إن قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد أصوات وصور ومقاطع فيديو واقعية للغاية جعلت عمليات الاحتيال أكثر تصديقاً من أي وقت مضى، وهذا ضاعف من معاناة المستخدمين أمام أساليب مثل الابتزاز الجنسي، والتزييف العميق، والاختطاف الافتراضي.
جيل الشباب الأكثر عرضة
أوضحت الشركة في تقريرها أن جيل Z (مواليد منتصف التسعينيات إلى مطلع الألفية) وجيل الألفية يشكلان الفئة الأكثر عرضة لهذه الجرائم؛ إذ إنهما يمثلان 2 من كل 3 ضحايا لعمليات الاحتيال الإلكتروني.
وغالباً ما يستهدف المجرمون الشباب الذكور الذين يملكون "بصمة رقمية عميقة" نتيجة نشاطهم الكبير على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير إلى أن الضحايا الذين شملهم استطلاع الشركة تحدثوا عن أساليب تهديد متنوعة، من بينها ابتزازهم بمقاطع وصور عارية تم توليدها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أو ادعاءات كاذبة عن تعرض أحد أفراد الأسرة لحادث لإجبارهم على الدفع أو الإفصاح عن بيانات حساسة.
خطر يتزايد مع الإهمال الرقمي
أكد خبراء "مالويربايتس" أن المشكلة لا تكمن فقط في تطور المحتالين التكنولوجي؛ بل أيضاً في تراخي المستخدمين حيال إجراءات الحماية الرقمية.
فالكثير من الضحايا، بحسب التقرير، "لا يكترثون لاحتمالات الاحتيال بالهاتف المحمول"، وهذا يؤدي إلى ضعف في التدابير الوقائية مثل استخدام كلمات مرور قوية أو تحديث الأنظمة باستمرار.
توصيات وقائية ضرورية
شددت الشركة على ضرورة تبني ممارسات أمان رقمية صارمة تشمل:
- استخدام برامج الحماية الموثوقة وتحديثها دورياً.
- تفعيل المصادقة متعددة العوامل (2FA) لحسابات البريد والتواصل الاجتماعي.
- تجنب تحميل التطبيقات من مصادر غير رسمية.
- مراقبة الأذونات التي تمنحها الهواتف للتطبيقات، خاصة تلك التي تصل إلى الملفات أو الكاميرا أو الميكروفون.
وحذّرت الشركة في ختام تقريرها من أن "الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين"، فبينما يسهم في تطوير أدوات الأمان، فإنه في الوقت نفسه "يمكّن المجرمين من تنفيذ عمليات ابتزاز أكثر واقعية وضرراً"، داعية المستخدمين إلى وعي رقمي أكبر لمواجهة موجة الاحتيال القادمة.
