هاشتاغ
بحث

"الخلود" بين يدي بوتين وشي.. طموح علمي أم وهم بشري؟

30/10/2025

هل-الخلود-طموح-علمي-أم-وهم-بشري؟

شارك المقال

A
A


يسعى الزعيمان فلاديمير بوتين وشي جينبينغ إلى تجاوز حدود الطب الحديث نحو حلم قديم قدم الإنسان، الخلود. فحين قال بوتين لنظيره الصيني في أثناء لقائهما في بكين إن "تكرار زراعة الأعضاء قد يجعل الإنسان يعيش حتى 150 عاماً"، بدت الجملة كأنها تنتمي إلى رواية خيال علمي أكثر منها إلى نقاش سياسي واقعي.

يتقدّم الطب.. لكن لا يُعيد الشباب


كشف باحثون أوروبيون مؤخراً عن اكتشاف "مفتاح جزيئي" قادر على تقليل فشل الأعضاء المزروعة، وهذا قد يطيل عمرها داخل الجسم.


 لكن على الرغم من هذا التقدّم، يؤكد العلماء أن فكرة محو الشيخوخة لا تزال بعيدة المنال.


يقول الباحث دان ستراتون من جامعة "ذا أوبن" البريطانية في موقع "ScienceAlert": "زراعة الأعضاء تُنقذ حياة، لكنها لا تُعيد ضبطها. يمكن للعلم أن يطيل العمر، لكنه لا يستطيع أن يعيد الشباب".

من خصى القرود إلى دم الشباب


لم تولد فكرة "استبدال الشيخوخة" اليوم؛ بل ظهرت قبل قرن كامل.


 ففي أوائل القرن العشرين، حاول أطباء أوروبيون زرع خصى القرود في أجساد أثرياء لاستعادة طاقتهم.


واليوم، تتكرر الفكرة نفسها بوسائل عصرية. فالملياردير الأمريكي برايان جونسون يخوض تجارب مثيرة بنقل بلازما دم من متبرعين شباب إلى جسده سعيًا إلى تجديد خلاياه.


 لكن الدراسات السريرية فشلت في إثبات أي فائدة مضادة للشيخوخة، بينما حذّرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عام 2019 من مخاطر هذه الممارسات ووصفتها بأنها "غير مثبتة وربما خطيرة".

زراعة الأعضاء.. أداة لإنقاذ الحياة لا لتجاوزها



زراعة الأعضاء تُنقذ مرضى الفشل العضوي، لكنها لا تحوّل الإنسان إلى كائن خالد. 


فالعضو المزروع يواجه خطر الرفض المناعي، وهذا يفرض على المريض تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، وهذا يُضعف مقاومته للأمراض. 


ومع مرور الزمن، تتدهور الأنسجة المزروعة تدريجيًا على الرغم من كل العلاجات.


ويؤكد ستراتون: "حتى لو استبدلنا كل الأعضاء، لن نستطيع إعادة تشغيل الساعة البيولوجية".

ندرة الأعضاء وسوق الظلال


يبقى العائق الأكبر هو ندرة الأعضاء البشرية، وهذا أدى إلى ظهور سوق سوداء تتاجر بها، وغالبًا ما يكون ضحاياها من الفقراء أو السجناء.


ولمواجهة ذلك، يبحث العلماء عن بدائل مثل الزراعة من الخنازير أو الأعضاء المخبرية، لكن هذه الحلول لا تزال في مراحلها الأولى، فالأعضاء الحيوانية يرفضها الجسم، والمخبرية لم تصل بعد إلى مستوى الأعضاء الحقيقية.

الدماغ.. الخط الأحمر في طريق الخلود


حتى لو تمكّن الطب من استبدال كل عضو في الجسد، يبقى الدماغ خارج المعادلة.


فهو مركز الهوية والذاكرة والوعي، ولا يمكن استبداله من دون محو الذات نفسها؛ لذلك، يرى العلماء أن فكرة الخلود بزراعة الأعضاء ليست إلا أسطورة رومانسية تخفي خوف الإنسان من الفناء.


ويختم ستراتون: "العلم قد يمنحنا سنوات إضافية، لكنه لا يستطيع أن يمنحنا الأبدية. فالشيخوخة ليست خللاً في الطبيعة؛ بل جزءاً منها".

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025