هاشتاغ
بحث

حرارة العواصم تشتعل.. دراسة تكشف ارتفاعاً بنسبة 25% في الأيام الحارة حول العالم

05/10/2025

دراسة-تكشف-ارتفاعاً-صادماً-بنسبة-25%-في-الأيام-الحارة-حول-العالم

شارك المقال

A
A


تواصل أزمة التغير المناخي دق ناقوس الخطر في مختلف أنحاء العالم، بعد أن كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع غير مسبوق في عدد الأيام شديدة الحرارة التي تشهدها العواصم الكبرى، مقارنة بتسعينيات القرن الماضي، في مؤشر جديد على تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياتها على حياة البشر.

زيادة لافتة في الأيام الحارة


وفق تحليل أعده المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED) ونشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد ارتفع عدد الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية في 43 من أكثر عواصم العالم اكتظاظاً بالسكان من متوسط 1062 يوماً سنوياً خلال الفترة بين 1994 و2003، إلى 1335 يوماً سنوياً بين عامي 2015 و2024 أي زيادة بنسبة 25% في الأيام الحارة كل عام.


وأشار التقرير إلى أن الارتفاع طال مختلف القارات؛ إذ تضاعف عدد الأيام الحارة في روما وبكين، بينما زاد 3 مرات في مانيلا، في حين تشهد مدريد حالياً نحو 47 يوماً شديد الحرارة سنوياً مقارنة بـ25 يوماً فقط قبل ثلاثة عقود.


حتى لندن، التي طالما عُرفت بمناخها المعتدل، أصبحت تسجل ضعف عدد الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة 30 درجة مئوية.

خطر على حياة الملايين


يحذر الخبراء من أن هذه الزيادة لا تقتصر على الأرقام؛ بل تؤثى مباشرة في حياة الناس؛ إذ تؤكد الدراسات أن الحرارة المفرطة تسببت في وفاة ملايين الأشخاص مبكراً في العقود الثلاثة الماضية، خاصة في صفوف كبار السن والفقراء في المدن ذات النمو السريع.


وفي تصريح نقلته صحيفة "الغارديان"، قالت الباحثة آنا فالنتسكي من المعهد الدولي للبيئة والتنمية إن "درجة حرارة الأرض ترتفع بوتيرة أسرع مما كانت تتوقعه الحكومات، ارتفاعاً يتجاوز سرعة الاستجابة والتكيف". 


وأضافت: "إذا فشلنا في التعامل مع هذه التغيرات، فسيواجه ملايين من سكان المدن حول العالم ظروفاً معيشية أكثر صعوبة وخطورة بسبب ما يُعرف بتأثير جزيرة الحرارة الحضرية، الذي يجعل المدن أكثر سخونة من المناطق المحيطة بها".

تفاوت التأثيرات بين الشمال والجنوب


على الرغم من أن الظاهرة تشمل جميع المناطق، فإن الضرر الأكبر يطال الجنوب العالمي، حيث البنى التحتية الضعيفة والمساكن المتواضعة. 


وأوضحت فالنتسكي أن "ثلث سكان المدن في العالم يعيشون في أحياء فقيرة أو مستوطنات غير رسمية، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للموجات الحارة المتكررة".

تأثيرات في الشرق الأوسط والعواصم العربية


تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق عرضة لموجات الحر القصوى؛ إذ تشهد العواصم العربية مثل الرياض، وبغداد، والقاهرة، والخرطوم ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة تتجاوز في بعض الفصول 50 درجة مئوية.


ويرى خبراء المناخ أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تراجع إنتاجية العمل، وزيادة الضغط على شبكات الكهرباء والمياه، وارتفاع معدلات الهجرة الداخلية من المناطق الريفية إلى المدن الساحلية.


كما تشير تقارير منظمات بيئية إلى أن المنطقة تواجه تحدياً مزدوجاً، يتمثل في نقص الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة في آن واحد، وهذا يجعلها ضمن أكثر بقاع الأرض هشاشة مناخياً في العقود المقبلة.

دعوة إلى تحرك عاجل


شدد الخبراء على أن الوقت ينفد، وأن الحكومات مطالَبة باتخاذ إجراءات فورية للتكيّف مع واقع مناخي جديد، يشمل تطوير شبكات الإنذار المبكر، وتوسيع المساحات الخضراء في المدن، وتحسين جودة المساكن لمواجهة الحرارة المتزايدة.


واختتمت الباحثة بقولها: "أصبح تغير المناخ واقعاً يومياً، ولم يعد أمام العالم ترف الانتظار أو التجاهل. فكل عام من التأخير يعني مزيداً من الأرواح المهددة ومزيداً من الكوارث البيئية".

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025