نجح الأمريكي داوون ماثيوز، البالغ من العمر 32 عاماً، في قصة ملهمة تُجسد الإصرار وتحويل الفشل إلى فرصة، في الانتقال من حياة مليئة بالعقبات إلى تحقيق إيرادات تتجاوز مليون دولار سنوياً من مشروع طعام شارع متواضع بدأه قبل عام واحد فقط في مدينة هيوستن.
وفق تقرير نشرته شبكة "CNBC"، فإن ماثيوز واجه رفضاً ممنهجاً من سوق العمل الأمريكية بسبب سجله الجنائي، على الرغم من امتلاكه شهادتين جامعيتين وخبرة مهنية جيدة.
فبعد قضائه 6 أشهر في السجن بتهمة اعتداء مشدد في أثناء دراسته الجامعية، واجه أكثر من 200 رفض وظيفي متتالٍ، وهذا دفعه إلى اتخاذ قرار مصيري: أن يكون رائد أعمال يصنع فرصته بنفسه.
من أعمال التنظيف إلى عالم الطعام
بدأت رحلة ماثيوز في عام 2017 حين أسس أول شركة له، "Wonderful Cleaning"، المتخصصة في خدمات التنظيف، بالشراكة مع أحد أصدقائه، مستفيداً من أن هذا المجال لا يتطلب فحصاً لخلفية المؤسسين.
وبعد نجاح المشروع، أطلق لاحقاً شركة لإزالة النفايات، ثم توسع في الاستثمار العقاري حتى امتلك 16 عقاراً تدر عليه نحو 11 ألف دولار شهرياً.
لكن طريق الريادة لم يكن خالياً من الخسائر؛ ففي عام 2024، خسر نحو 170 ألف دولار بعد فشل مشروع ملهى ليلي في هيوستن، ليقرر بعدها دخول مجال جديد كلياً عليه: عربات الطعام المتنقلة.
انطلاقة "Goodies Soul Kitchen"
استثمر ماثيوز قرضاً بقيمة 40 ألف دولار لإطلاق شاحنته الأولى "Goodies Soul Kitchen" في آب/أغسطس 2024، بالشراكة مع جيسيكا أهوش.
وعندما انسحب الشيف في اللحظة الأخيرة، تولى هو مهمة الطهو بنفسه على الرغم من عدم امتلاكه خبرة سابقة.
وتعمل الشاحنة 4 ليالٍ أسبوعياً من السابعة مساءً حتى الثالثة صباحاً، وتقدم أطباقاً منزلية مثل السمك المقلي، وأجنحة الدجاج، والبطاطا الحلوة. ومع مرور الأشهر، أصبحت وجهة مفضلة لأكثر من 300 زبون أسبوعياً، بإيرادات تصل إلى 20 ألف دولار أسبوعياً.
وبنهاية عام 2024، تجاوزت أرباح المشروع المليون دولار، وهو رقم ضخم لشاحنة طعام صغيرة. ويخطط ماثيوز لتوسيع نشاطه أكثر في عام 2025 بعقود المناسبات وخدمات التموين.
من شاحنة إلى علامة تجارية
في آذار/ مارس 2025، أطلق ماثيوز شاحنته الثانية "Birds and Buns"، معلناً أنه ينوي بيع معظم شركاته السابقة للتركيز على قطاع الضيافة، الذي وجد فيه شغفه الحقيقي.
لكن ما يميزه من غيره من رواد الأعمال هو حرصه على تمكين الفئات المهمشة؛ إذ إنه يوظف في مشروعاتن مدمنين متعافين وأشخاصاً من ذوي السجل الجنائي، إيماناً منه بأن "الناس لا تُقاس بورقة؛ بل بمهاراتهم وقدرتهم على التغيير".
ويختصر ماثيوز فلسفته في الحياة بجملة واحدة أصبحت شعاره الشخصي: "الفقر صعب، والغنى صعب، السعادة صعبة، والحزن صعب... اختر صعوبتك".


