هاشتاغ
بحث

الجينات "بستاني الأمعاء".. اكتشاف علمي يغيّر نظرتنا للسمنة والسكري

06/10/2025

اكتشاف-علمي-يغيّر-نظرتنا-للسمنة-والسكري

شارك المقال

A
A


أعلن باحثون من مركز "تشارلز بيركنز" في جامعة "سيدني" الأسترالية اكتشاف علمي مهم يوضح أن جينات الإنسان تؤدي دورًا مباشرًا في تنظيم البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، وهذا قد يغيّر الطريقة التي نتعامل بها مع أمراض شائعة مثل السمنة والسكري.


طالما اعتقد العلماء أن النظام الغذائي هو العامل الأبرز في تحديد صحة الميكروبيوم المعوي (مجموعة البكتيريا النافعة في الأمعاء)، لكن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "European Molecular Biology Organization – EMBO" في 9 أيلول/سبتمبر 2025، كشفت عن جانب جيني مدهش في هذا التوازن الحيوي.

الجينات بستاني.. تحرس التوازن داخل الأمعاء


يقول الدكتور ستيوارت ماسون، الباحث الرئيسي من كلية العلوم الحياتية والبيئية في جامعة سيدني، إن الفريق العلمي لاحظ ظاهرة غريبة في أثناء دراسة مقاومة الإنسولين عند الفئران: "بعض الفئران التي تناولت غذاءً غير صحي لم تُظهر علامات مقاومة الإنسولين المعتادة، فتبين أنها تمتلك جينات تنتج بروتينات صغيرة تُعرف باسم الألفا ديفينسينات (Alpha-defensins)، وهي تعمل ‘بستانياً‘ دقيق يعتني بحديقة الأمعاء، فيسمح للبكتيريا النافعة بالنمو ويمنع تكاثر الضارة منها".


ويشير ماسون إلى أن هذه الجينات تجعل الميكروبيوم أكثر توازنًا، وتحمي الجسم من اضطرابات التمثيل الغذائي المرتبطة بالنظام الغذائي السيئ.

تجربة مختبرية تؤكد النظرية


لاختبار الفرضية، صنّع الباحثون بروتينات "الألفا ديفينسينات" في المختبر، وأعطوها لفئران تفتقر إلى الجينات المسؤولة عنها. 


وكانت المفاجأة أن الفئران استعادت توازنها المعوي وصارت محمية من الآثار السلبية للغذاء غير الصحي، مثل السمنة ومقاومة الإنسولين.


لكن الفريق اكتشف أن الاستجابة تختلف باختلاف التركيبة الجينية؛ إذ لم تستفد بعض السلالات من العلاج؛ بل ساءت حالتها. 


ويشير ذلك إلى أن العلاجات المستقبلية يجب أن تُصمَّم وفق التركيبة الجينية لكل فرد، في خطوة تنسجم مع مفهوم الطب الشخصي (Personalized Medicine).

الحمض النووي.. لاعب نشط لا مجرد مخزن للمعلومات


يضيف البروفسور ديفيد جيمس، من مركز "تشارلز بيركنز"، تعليقًا على الدراسة: "حمضنا النووي لا يقتصر على كونه خزانًا للمعلومات الوراثية؛ بل يشارك بنشاط في تشكيل ميكروبيوم الأمعاء الصحي. وإذا استطعنا يوماً تسخير بروتينات الألفا ديفينسينات، فقد نمتلك سلاحًا فعالًا في مواجهة السمنة والسكري وأمراض مزمنة أخرى".


وحذّر جيمس من التلاعب العشوائي بالميكروبيوم عبر الحميات أو المكملات من دون فهم علمي دقيق، مشددًا على أن أي تدخل في توازن البكتيريا يجب أن يكون مستندًا إلى معرفة دقيقة بالتفاعلات الجينية لكل شخص.

الطب الشخصي.. مستقبل علاج الأمراض المزمنة


بحسب الدكتور ماسون، فإن الدراسة تسلط الضوء على الطب الدقيق بوصفه اتجاهاً أساسياً في المستقبل؛ إذ تُبنى العلاجات على فهم العلاقة المعقدة بين الجينات والميكروبات.


ويعمل الفريق حاليًا لإنجاز دراسات بشرية لقياس مستويات "الألفا ديفينسينات" في الأمعاء البشرية وربطها بمؤشرات الصحة الأيضية والأمراض المزمنة، مثل السمنة والسكري، وربما حتى بعض أنواع السرطان.

آفاق واعدة ولكن الطريق طويلة


يرى العلماء أن هذا الاكتشاف يغيّر جذريًا مفهومنا لصحة الأمعاء. فالجسم ليس مجرد ضحية للنظام الغذائي أو البكتيريا؛ بل هو جزء نشط في هندسة توازنه الداخلي.


وفي حال نجحت الدراسات المستقبلية في تطوير مكملات أو أدوية تعتمد على هذه البروتينات، فقد يشهد العالم نقلة نوعية في الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتمثيل الغذائي.

التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025