في جدل جديد أثارته نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، تدخلت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومسؤولون حكوميون أمريكيون للرد على تصريحاتها التي شككت فيها في حقيقة هبوط البشر على سطح القمر عام 1969، ووصفت المهمة التاريخية بأنها "مزيفة".
وخلال الحلقة الأخيرة من برنامجها "ذا كارداشيانز"، قالت كيم إنها "تعتقد أن مهمة أبولو 11 كانت مزيفة"، مضيفة أنها شاهدت مقاطع لرائد الفضاء باز ألدرين -ثاني رجل يمشي على سطح القمر بعد نيل أرمسترونغ- "يتحدث عن أن الأمر لم يحدث فعلاً"، وفق ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" ومواقع أمريكية أخرى.
لكن سرعان ما جاءت ردود فعل رسمية حادة من مسؤولين في إدارة الفضاء الأمريكية؛ إذ كتب وزير النقل الأمريكي شون دافي، القائم بأعمال مدير "ناسا"، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نعم، لقد ذهبنا إلى القمر من قبل 6 مرات".
وأكد دافي أن الولايات المتحدة "فازت بسباق الفضاء الماضي، وستفوز بالسباق القادم أيضًا"، مشيرًا إلى أن برنامج "أرتميس" (Artemis) سيعيد إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى سطح القمر قريبًا في إطار خطة طموحة لاستكشاف الفضاء العميق.
وتُظهر الصور التاريخية -ومنها صورة شهيرة لرائد الفضاء باز ألدرين وهو يقف على سطح القمر- النجاح مهمة "أبولو 11" المؤكد، والتي ضمت الطاقم المكون من نيل أرمسترونغ، وباز ألدرين، ومايكل كولينز.
وقد تم توثيق المهمة بالصوت والصورة من قبل وكالة ناسا ووسائل إعلام مستقلة، وهذا يدحض دحضاً قاطعاً نظريات المؤامرة التي ما زالت تُطرح منذ عقود عن تزوير الهبوط.
وأكد علماء الفضاء مرارًا أن الأدلة العلمية على الهبوط تتجاوز الصور، وتشمل الانعكاسات الضوئية لعتاد المهمة على سطح القمر، والعينات الصخرية التي جُمعت وعُرضت في متاحف العالم، إضافة إلى بيانات الرادار والموجات اللاسلكية التي تابعتها وكالات متعددة.
وبين عامي 1969 و1972، نفذت الولايات المتحدة 6 مهام ناجحة إلى القمر، مشى فيها 12 رائد فضاء على سطحه، في إنجاز ما زال يُعد من أعظم ما حققته البشرية في مجال استكشاف الفضاء.
يُذكر أن باز ألدرين (95 عامًا) هو آخر من بقي حيًّا من طاقم أبولو 11، ولم يُنكر الهبوط على القمر في أي من تصريحاته العلنية؛ بل أكد في مقابلات عدة أنه كان "لحظة غيرت تاريخ الإنسانية".


