تشير دراسات حديثة إلى أن الحفاظ على صحة القلب لا يعتمد فقط على تجنب الأمراض؛ بل يرتبط باتباع نمط حياة متوازن ومستدام، يجمع بين الغذاء الصحي، والنشاط البدني، وإدارة التوتر، والنوم الكافي.
فبحسب ما نقلته صحيفة Times of" "India، يمكن الوقاية من معظم أمراض القلب بتغييرات صغيرة في الروتين اليومي، تُحدث فارقاً كبيراً على المدى البعيد.
ويؤكد الخبراء أن العوامل الوراثية تؤدي دوراً محدوداً مقارنةً بتأثير الخيارات اليومية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي وتجنب التدخين، وهذا يجعل الإنسان قادراً على حماية قلبه مدى الحياة.
1. الغذاء المتوازن سرّ القلب السليم
النظام الغذائي الصحي لا يحتاج إلى أن يكون مكلفاً أو معقداً؛ إذ يكفي التركيز على الأطعمة الكاملة قليلة المعالجة مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات.
وتعد هذه الأطعمة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة والدهون الجيدة، التي تعمل لخفض الكوليسترول الضار والالتهابات في الجسم.
ويُنصح بتناول الخضراوات الورقية كـالسبانخ والكرنب، والفواكه مثل التوت الأزرق والفراولة، والأسماك الدهنية الغنية بأوميغا-3 مثل السلمون والسردين، مع تقليل اللحوم المصنعة والمقليات والمشروبات السكرية والدهون المتحولة.
2. الحركة اليومية وقود القلب
النشاط البدني المنتظم يُعد من أقوى الوسائل للحفاظ على صحة القلب. فحتى المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً يمكن أن يخفض ضغط الدم ويحسن الدورة الدموية ويقلل التوتر.
وتشمل الأنشطة المفيدة ركوب الدراجة، السباحة، أو تمارين اليوغا والمقاومة بالأوزان الخفيفة. ويكمن المفتاح في الاستمرارية أكثر من الشدة.
3. إدارة التوتر بذكاء
التوتر المزمن يشكل عبئاً خفياً على القلب؛ إذ إنه يرفع ضغط الدم ويحفز الالتهابات؛ لذلك، يُنصح باللجوء إلى طرتئق تهدئة طبيعية مثل التأمل، التنفس العميق، الاستماع إلى الموسيقا، أو قضاء الوقت في الطبيعة.
كما أن كتابة اليوميات أو ممارسة الامتنان تسهم في تهدئة الذهن وتحسين المزاج.
4. النوم.. شريك القلب في الراحة
قلة النوم تؤثر سلباً في صحة القلب؛ إذ إنها تزيد خطر ارتفاع الضغط والسمنة. يحتاج البالغ إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة.
ولتحسين جودة النوم، يُستحسن التزام وقت نوم ثابت، وتجنب استخدام الشاشات قبل النوم، والحفاظ على غرفة هادئة ومظلمة.
5. وداعاً للعادات الضارة
الإقلاع عن التدخين يظل من أقوى القرارات لصالح القلب؛ إذ إنه يقلل تقليلاً فورياً خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
كما ينبغي إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة ضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر، خاصة لمن عندهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب.
وتؤكد الدراسات أن العناية بالقلب تبدأ بخطوات بسيطة، لكنها مستمرة. فالقلب لا يحتاج فقط إلى علاج عند المرض؛ بل إلى اهتمام يومي يمنحه القوة ليبقى نابضاً بالحياة لأطول وقت ممكن.
