شراكة "أبل" في الذكاء الاصطناعي مع "علي بابا" تثير قلق واشنطن

قبل ثلاث سنوات، نجحت الحكومة الأمريكية في الضغط على الشركة للتخلي عن صفقة لشراء شرائح ذاكرة من مورد صيني هو شركة "يانغتسي ميموري تكنولوجيز (YMTC)".

 ومؤخرًا، واجهت الشركة تحديات بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات المُصنعة في الصين، مثل هواتف آيفون، وهذا هدد بتقليص أرباحها.

وستكون للتخلي عن الصفقة مع "علي بابا" عواقب وخيمة على أعمال "أبل" في الصين، التي تُمثل ما يقارب خُمس مبيعات الشركة.

وتُعد هذه الشراكة مع شركة التكنولوجيا الصينية أمرًا بالغ الأهمية لجلب ميزات الذكاء الاصطناعي إلى هواتف آيفون في واحدة من أكثر أسواق العالم تنظيمًا وتنافسية.

 ومن دون شراكة "علي بابا"، قد تتخلف أجهزة آيفون عن منافسيها من شركات صينية مثل "هواوي" و"شاومي".

وقال ثلاثة أشخاص إن مسؤولين في البيت الأبيض ولجنة مجلس النواب المعنية في الصين قد أثاروا الصفقة مباشرةً مع مسؤولي شركة "أبل".

وفي أثناء اجتماعات في واشنطن مع كبار مسؤولي "أبل" وجماعات ضغط، سأل مسؤولون حكوميون عن شروط الصفقة، والبيانات التي ستشاركها "أبل" مع "علي بابا"، وإن كانت ستوقع أي التزامات قانونية مع الجهات التنظيمية الصينية.

وفي الاجتماع مع لجنة مجلس النواب في مارس، لم يتمكن مسؤولو "أبل" من الإجابة عن معظم هذه الأسئلة، وفق اثنين من هؤلاء الأشخاص.

ازداد قلق واشنطن بشأن هذه الصفقة نتيجة قناعة متنامية بأن الذكاء الاصطناعي سيصبح أداةً عسكريةً حاسمة.

فهذه التقنية، التي تُمكّن من كتابة رسائل البريد الإلكتروني وتطوير برمجيات، قادرة على تنسيق الهجمات العسكرية والتحكم في الطائرات المسيرة ذاتية التشغيل.

وخوفًا من احتمال نشوب صراع في المستقبل بين الولايات المتحدة والصين، حاول المسؤولون في واشنطن الحد من وصول بكين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهذا حرمها من تصنيع وشراء رقائق الذكاء الاصطناعي.

لم تُقرّ شركة "أبل" علنًا بوجود صفقة متعلقة بالذكاء الاصطناعي في الصين، لكن رئيس مجلس إدارة "علي بابا"، جو تساي، أكدها علنًا في فبراير الماضي.

وهناك قلق في واشنطن من أن تُشكّل صفقة "أبل" مع "علي بابا" سابقة مقلقة؛ فقد تساعد الشركات الأمريكية مزوّدي الذكاء الاصطناعي الصينيين في الوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، واستخدام البيانات التي يجمعونها من هؤلاء المستخدمين لتحسين نماذجهم.

وتتمثل الخطورة في أن شركات مثل "بايدو" و"علي بابا" و"بايت دانس" وغيرها قد تستفيد من هذه التحسينات لدعم القدرات العسكرية للصين.

في العام الماضي، زودت "أبل" هواتف آيفون بميزات ذكاء اصطناعي جديدة أطلقت عليها اسم "Apple Intelligence". 

وأبرمت "أبل" شراكة مع شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI" لدعم بعض قدرات الذكاء الاصطناعي.

ونظرًا إلى أن "OpenAI" لا تعمل في بكين، كان على "أبل" أن تجد شريكًا محليًا يقدم لأجهزة آيفون في الصين مستوى الأداء نفسه المتاح في الولايات المتحدة.

وتواصلت الشركة مع شركات تكنولوجيا صينية عدة قبل أن تُبرم صفقة مع "علي بابا". وفي هذا العام، طلبت "أبل" من الجهات التنظيمية الصينية الموافقة على ميزات الذكاء الاصطناعي هذه.

وأعرب مسؤولون في الكونغرس عن قلقهم من أن "أبل" طلبت موافقة الجهات التنظيمية الصينية على شراكتها مع "علي بابا"، بحسب ما ذكره شخصان مطلعان على هذه المخاوف.

وبما أن الذكاء الاصطناعي هو مجال ناشئ، فإن اللجنة المعنية بالصين في الكونغرس خشيت أن تقدم "أبل" تنازلات أو توقع اتفاقًا يجعلها خاضعة للقوانين الصينية.

لم تُقدّم "أبل" أي تحديث بشأن موعد توفر ميزات الذكاء الاصطناعي في أجهزة آيفون في الصين. 

وفي مكالمات مع محللين هذا العام، قال تيم كوك إن مبيعات آيفون كانت أفضل في الأسواق التي تتوفر فيها ميزات "Apple Intelligence".