أعلنت شركة "أوكادو" البريطانية، الرائدة في توصيل البقالة عبر الإنترنت، تقليص حاجتها إلى العمالة البشرية بعد إحرازها تقدمًا كبيرًا في استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات ضمن منشآتها.
وفي مكالمة مناقشة الأرباح، كشف رئيس الشركة التنفيذي، تيم ستاينر، أن تنفيذ طلب يحتوي على 50 سلعة، والذي كان يستغرق 25 دقيقة من العمل البشري في عام 2012، بات يتم الآن في 10 دقائق فقط، بفضل تقنيات الأتمتة الذكية التي طورتها الشركة داخليًا.
500 وظيفة أُلغيت في 2025 بعد تحذيرات العام الماضي
نتيجة هذا التحول، أعلنت "أوكادو" أنها استغنت عن 500 وظيفة خلال العام الجاري، في استكمال لمسار تقليص الوظائف الذي بدأ منذ عام 2023، في حين حذّرت من احتمال إلغاء 2,300 وظيفة بسبب التوسع في الأتمتة.
يظهر هذا التغيير استراتيجية الشركة بعيدة الأمد في خفض الاعتماد على اليد العاملة البشرية لصالح التكنولوجيا، مع التركيز على تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.
"فاينانشال تايمز": تقدم تقني يثير القلق الاجتماعي
في تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" ، أُشير إلى أن تجربة "أوكادو" تمثل نموذجًا واقعيًا للتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي التوليدي.
فبينما يُنظر إلى هذه التقنيات بوصفها أدوات لزيادة الإنتاجية وتحقيق الأرباح، لكن توسّع استخدامها بات يشكّل تهديدًا حقيقيًا للوظائف في قطاعات متعددة، أبرزها الخدمات اللوجستية والتوزيع.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن ما يُسمّى بـ"الثورة الصناعية الرابعة" قد تؤدي إلى إعادة هيكلة سوق العمل هيكلة شاملة، مع خطر استبعاد شريحة كبيرة من الموظفين غير القادرين على التكيّف مع التغيرات التكنولوجية.
دعوات لإعادة تأهيل القوى العاملة
بينما تستعد شركات أخرى للسير على خطى "أوكادو"، يبرز سؤال ملحّ حول قدرة الحكومات والمؤسسات على إعادة تأهيل العاملين المتأثرين بالتحولات الرقمية.
ويرى خبراء أن التخطيط المسبق وتوفير التدريب المناسب للعاملين يمثلان العامل الحاسم لتجنب اتساع فجوة البطالة الناتجة عن الأتمتة.
تكنولوجيا متقدمة وتحديات حقيقية
في وقت تسعى فيه الشركات إلى تحقيق أكبر قدر من الكفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي، يبقى الحفاظ على التوازن بين التقدم التقني والعدالة الاجتماعية تحديًا رئيسيًا.
وتجربة "أوكادو" اليوم قد تكون جرس إنذار مبكر لشركات وسلطات تُقبل على مستقبل سريع التغير، يتطلب استعدادًا مرنًا وشاملًا.