هزّ بركان تاراويره منطقة الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا في ثوران كارثي عام 1886م وعُد من بين الأعنف في تاريخ البلاد.
ووفق ما نشرته صحيفة "نيوزيلندا هيرالد"، حدث الانفجار البركاني على بعد 24 كيلومترًا جنوب شرقي مدينة روتوروا، مخلفًا دمارًا واسعًا في القرى المحيطة، وموديًا بحياة أكثر من 120 شخصًا.
وشهدت قرى مثل تي واريوا ومورايا دمارًا تامًا؛ إذ روت المصادر التاريخية مشاهد مروعة لانفجارات متتالية وغيوم رماد حجبت الشمس عن السماء ساعات عدة.
وأضافت الصحيفة أن هذا الثوران لم يكن مجرد كارثة محلية؛ بل كان له أثر عالمي؛ إذ تسبب في اختفاء "التراسات الوردية والبيضاء" (Pink and White Terraces)، وهي تكوينات طبيعية مدهشة كانت تُعد من أبرز عجائب العالم الطبيعي.
وقد وصفت تقارير أوروبية في القرن التاسع عشر هذه التراسات بأنها "أعجوبة العالم الثامنة"، لما تمتعت به من جمال طبيعي خلاب ناتج عن تراكم رواسب المياه الحرارية بشكل مدرجات ذات ألوان فريدة، وأشارت "نيوزيلندا هيرالد" إلى أن هذه الأعجوبة الطبيعية دُفنت تحت الحمم والرماد بعد الثوران، لتختفي من الوجود عقوداً طويلة.
ومع التقدّم العلمي، أعلن باحثون من هيئة علوم الأرض والجيولوجيا في نيوزيلندا (GNS Science)، بحسب ما نقلته الصحيفة، أنهم تمكنوا من تحديد بقايا تلك التراسات في قاع بحيرة روتومهانا باستخدام تقنيات سونار متقدمة، وهذا أعاد الأمل في كشف بعض ملامح هذا التراث الطبيعي الغابر.
اليوم، لا يزال بركان تاراويره قيد المراقبة الدقيقة، على الرغم من سكونه منذ عام 1886م.
وأكدت تقارير الصحيفة أن المنطقة أصبحت وجهة سياحية وتعليمية بارزة؛ إذ تُنظم جولات تثقيفية لزوار روتوروا يتعرفون فيها إلى تاريخ الثوران وآثاره، وإلى صمود المجتمعات المحلية، خاصة من شعب الماوري.