هاشتاغ
بحث

وجه آخر للإريثريتول: هل يُهدد المُحلّي "الآمن" صحة الدماغ؟

12/06/2025

خطر-المحليات

شارك المقال

A
A



تكشف دراسة علمية حديثة عن جانب مقلق لأحد أشهر المُحليات الصناعية، الإريثريتول، بعد أن أظهرت تأثيراته السلبية المحتملة في خلايا الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ. 


وتسلط الدراسة الضوء على مخاطر كامنة قد لا يدركها كثير من المستهلكين الذين يعتمدون عليه بديلاً "آمناً" للسكر.


وتقدم الدراسة،التي نشرت حديثًا في "Journal of Applied Physiology"، أدلة مختبرية تشير إلى أن الإريثريتول لا يمرّ عبر الجسم مرور الكرام كما كان يُعتقد؛ بل قد يسبب تأثيرات مباشرة في خلايا الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية.

تفاصيل الدراسة: ماذا وجد الباحثون؟


أجرى الفريق البحثي تجربة معملية على خلايا بطانة الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ البشري، وهي الخلايا التي تُبطن الأوعية الدقيقة المسؤولة عن إيصال الدم والأوكسجين إلى خلايا المخ.


بعد تعريض هذه الخلايا للإريثريتول مدة ثلاث ساعات، لاحظ الباحثون التغيّرات التالية:


- زيادة بنسبة 75% في إنتاج المركبات المؤكسِدة الضارة (Reactive Oxygen Species)، وهي مركبات تهاجم الخلايا ويمكن أن تؤدي إلى التهابات وتلف الأنسجة.


- انخفاض بنسبة 20% في إنتاج مركب يساعد في ارتخاء الأوعية الدموية، وهذا يعني قدرة أقل على توسيع الأوعية وتحفيز تدفق الدم السليم إلى الدماغ.


- تراجع في إنتاج بروتين مهم يُعرف باسم t-PA، وهو إنزيم طبيعي يُساهم في إذابة الجلطات، ويُعد عاملًا حيويًا في الوقاية من السكتات الدماغية.


خلاصة الدراسة


قال الباحثون في ختام بحثهم: "تشير نتائجنا إلى أن الإريثريتول قد يُسهم في اختلال وظيفي في بطانة أوعية الدماغ الدقيقة، وهذا يزيد من احتمال حدوث انسدادات في الأوعية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية".



السياق الأوسع: السكتات الدماغية في ارتفاع بين الشباب


تأتي هذه النتائج في وقت يُثير القلق بشأن زيادة ملحوظة في معدلات السكتة الدماغية بين الشباب.


وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن معدلات السكتة الدماغية بين من تقل أعمارهم عن 45 عامًا ارتفعت بنسبة تقارب 15% منذ عام 2011م.


وتُعد السكتة الدماغية الإقفارية، وهي الشكل الأكثر شيوعًا، ناتجة عن انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ، وهذا يمنع تدفّق الدم ويؤدي إلى موت الخلايا في غضون دقائق، وقد تخلّف آثارًا عصبية دائمة أو تكون قاتلة.



ماذا تعني هذه النتائج للمستهلكين؟


في ضوء هذه الدراسة، تبرز تساؤلات عن مدى سلامة استهلاك الإريثريتول استهلاكاً منتظماً، خاصةً للأشخاص الذين:


- عندهم عوامل خطر قلبية أو عصبية.


- يعانون السكري.


- يعتمدون اعتماداً كبيراً على منتجات "الدايت" أو منخفضة السكر.


ينصح الخبراء بالتعامل مع الإريثريتول -وسواه من المحليات الصناعية- بحذر واعتدال، إلى أن تتوفر دراسات إضافية تُؤكد أو تُفنِّد هذه النتائج.


البدائل الممكنة


بالنظر إلى المخاوف المتزايدة، يمكن للمستهلكين النظر في بدائل أكثر أمانًا تشمل:


- الستيفيا الطبيعية.


- فاكهة الراهب (Monk Fruit).


- التقليل من الحاجة إلى التحلية عموماً.



الطريق إلى الوعي الغذائي


تضيف الدراسة الأخيرة حلقة جديدة إلى سلسلة الأبحاث التي تعيد فتح ملف السلامة الغذائية للمُحليات الصناعية. 


وبينما لم تُسحب الموافقة التنظيمية على استخدام الإريثريتول بعد، لكن الأدلة المتراكمة تدعو إلى مزيد من الحذر والمراجعة.


التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025