صوّتت صفارات الإنذار فجر اليوم، معلنة موجة جديدة من التوتر: صاروخ إيراني (طراز Qassem Bassir أو شقيقه Hajj Qassem) استهدف معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، محطماً جزءاً من المبنى الزجاجي وملثماً المكان بألسنة الدخان والغبار.
المعهد: مركز أبحاث مدني – عسكري مزدوج
تأسس 1934م باسم "معهد دانيال سيف"، وأُعيدت تسميته عام 1949م تكريماً لأول رئيس لـ"إسرائيل"، حاييم وايزمان.
يضم أكثر من 30 مختبراً وأساتذة وطلاب دراسات عليا في تخصصات متنوعة كالرياضيات، والفيزياء، والأحياء، والكيمياء الحيوية، وعلوم الحاسوب والتي تشمل الذكاء الاصطناعي.
بحكم علاقته القوية بقطاعات الدفاع والأمن، يقدم دعماً حيوياً في:
- حماية الشيفرات العسكرية.
- إنتاج علاجات طبية ميدانية للجنود.
- تطوير أقمار اصطناعية عسكرية ونظم ملاحة دقيقة بديلة عن GPS.
- توفير الاتصالات المشفرة في البيئات المعادية.
القتال خارج الميدان
في سياق القتال خارج الميادين التقليدية، تأتي الطلقة الإيرانية الثالثة من عملية "وعد الحق3" بعد إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًّا وأكثر من 100 طائرة مسيّرة على "إسرائيل"، وهذا أدّى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة نحو 200، وفق ما أوردته مصادر متعددة.
وفي المقابل، شنت "إسرائيل" هجومها لليوم الثالث على التوالي باسم عملية "Rising Lion"، مستهدفة مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومواقع نووية عدة، وهذا أسفر عن مقتل أكثر من 20 ضابطًا إيرانيًا رفيع المستوى، بمن فيهم مسؤولو قوات الثورة والحرس الثوري.
دوافع وتأثير استراتيجي
يعبر ضرب معهد وايزمان عن تحول في طبيعة الهدف: من المنظومات العسكرية إلى القدرات البحثية والتكنولوجيا الحيوية والاتصالات. يبدو أن التركيز يهدف إلى تعطيل الدعم اللوجستي العلمي خلف الجبهات.
وتؤكد إيران أنها لن تتوقف حتى تتوقف الضربات الإسرائيلية، في حين تدعو جهات دولية إلى تهدئة تصاعد العنف.
والهجوم على معهد وايزمان يظهر تحولاً نوعياً في جبهات الصراع الحالية ولم يعد القصف موجهاً للقواعد العسكرية وحدها؛ بل بات يستهدف أعصاب الصناعة التكنولوجية والبحث العلمي التي تدعم القدرات الدفاعية في "إسرائيل". في ظل إطلاق الصواريخ وإعلانات الردع والتكتيكات الميدانية، يلوح خطر تحول هذا الصراع إلى حرب ذكية تشمل العمق العلمي والتكنولوجي، وليس مجرد تبادل نيران تقليدي.