الليبيديما: المرض الصامت الذي يصيب النساء.. الأسباب والأعراض والعلاجات المتاحة

الليبيديما هو اضطراب مزمن في الأنسجة الدهنية، يحدث فيه تراكم متماثل وغير طبيعي للدهون، يصاحبه ألم وتورم سهل التفريق عن السمنة العادية، بحسب الجمعية الألمانية للأوعية الدموية (Deutsche Gesellschaft für Phlebologie, 2022).

ويصيب المرض النساء بنسبة تفوق 90% من الحالات، وغالبًا ما يبدأ أو يتفاقم في مراحل التغيرات الهرمونية مثل سن البلوغ، والحمل، أو انقطاع الطمث.

تتميز أعراض الليبيديما بحسب "Mayo Clinic" بأنها تختلف عن السمنة العادية أو الوذمة اللمفاوية، ويمكن تلخيصها كما يأتي:

- تراكم غير متناسق للدهون في الساقين (غالبًا من الورك إلى الكاحل)، وأحيانًا في الذراعين.

- ألم مزمن عند الضغط على المنطقة المصابة أو حتى من دون لمس.

- كدمات سهلة الحدوث من دون مسبب واضح.

- تورم يزداد بنهاية اليوم.

- عدم تأثر القدمين أو اليدين بالتورم أو تراكم الدهون (بخلاف الوذمة اللمفاوية).

- مقاومة للرياضة والحمية الغذائية.

لم تُعرف بعد أسباب اليبديديما الدقيقة، لكن يُعتقد أن للعوامل التالية دورًا في ظهوره:

- الوراثة: التاريخ العائلي عامل مهم.

- التغيرات الهرمونية: بدء الأعراض مرتبط غالبًا بمرحلة البلوغ أو الحمل.

- الاضطرابات في الجهاز اللمفاوي.

غالبًا ما يتم تشخيص الليبيديما سريريًا بالفحص الجسدي والتاريخ الطبي.

ولا توجد حتى الآن تحاليل دم أو أشعة محددة تكشف المرض، لكن الطبيب المختص بالأوعية أو الطب الباطني يستخدم:

- الفحص السريري الدقيق.

- اختبارات استبعاد أمراض مشابهة مثل الوذمة اللمفاوية.

- الفحص بالألتراساوند أو الأشعة بالرنين المغناطيسي لتقييم الدهون والأنسجة.

لا يوجد علاج شافٍ نهائياً لليبديديما، لكن توجد وسائل فعّالة للسيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة:

1. العلاج التحفظي (المحافظ):

-العلاج بالضغط (Compression therapy): باستخدام جوارب ضاغطة خاصة.

- العلاج الطبيعي والتصريف اللمفاوي اليدوي (MLD).

- نظام غذائي مضاد للالتهاب: مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.

- ممارسة الرياضة منخفضة التأثير: كالسباحة والمشي.

2. العلاج الجراحي:

شفط الدهون الجراحي (Liposuction): يُستخدم لإزالة الخلايا الدهنية المتأثرة، ويُعد أكثر العلاجات فعالية في المراحل المتقدمة.

والتقنية المتقدمة المستخدمة حاليًا تُعرف باسم “WAL – Water Assisted Liposuction”، وهي أكثر أمانًا للأنسجة اللمفاوية.

تعاني المصابات من تحديات نفسية نتيجة الشكل غير المتناسق للجسم وسوء الفهم المجتمعي للمرض؛ ولهذا، يعد الدعم النفسي والتوعية المجتمعية من أهم محاور العلاج.

جوانا كولر، إحدى الناشطات المصابات بالليبيديما، تقول في لقاء مع مجلة Women's Health" (2022)":

 "عانيتُ سنوات عدة من الشعور بالذنب والعار، إلى أن اكتشفت أني أعاني من حالة طبية حقيقية، وليست فقط زيادة وزن فقط".