يُواجه كثيرون ضغوط الحياة ومشاعرهم المتقلبة بالطعام، من دون وعي حقيقي بدوافعهم.
وتعرف هذه الظاهرة بـ"الأكل العاطفي"، وهي حالة نفسية وسلوكية شائعة، يلجأ فيها الإنسان إلى الطعام بوصفه وسيلة للهروب من المشاعر السلبية أو حتى الإيجابية الزائدة.
وقد كشفت اختصاصية التغذية الدكتورة سارة أهدمون، أن الأكل العاطفي ليس مرضًا؛ بل سلوكاً مؤقتاً ناتجاً عن اضطرابات نفسية ومشاعر غير مُعالجة، بحسب "العربيةنت".
لماذا نأكل ونحن لا نشعر بالجوع؟
قالت الدكتورة أهدمون أن هذه الحالة ترتبط بمشاعر مثل التوتر، والقلق، والحزن، والملل، وحتى الفرح المفرط. وأوضحت أن الطعام يصبح وسيلة لملء فراغ عاطفي أو تهدئة داخلية مؤقتة، لكن هذا الإحساس لا يدوم، وسرعان ما يعود الشخص إلى نقطة البداية في حلقة لا تنتهي.
الأسباب النفسية والسلوكية
من أبرز أسباب الأكل العاطفي بحسب "أهدمون":
-القلق والضغط اليومي.
-تجارب الطفولة مثل ربط الطعام بالمكافأة.
-ضعف مهارات تنظيم المشاعر.
-اضطرابات النوم والهرمونات.
-التعب والإرهاق.
-نقص الدوبامين والسيروتونين.
-الوحدة والعزلة الاجتماعية.
الأعراض المرافقة
تتمثل أبرز علامات الأكل العاطفي كما أشارت إليها الدكتورة في:
- رغبة مفاجئة في الأكل من دون جوع حقيقي.
- تفضيل أطعمة عالية الدهون أو السكر (Comfort Food).
- الشعور بالذنب مباشرة بعد الأكل.
- تناول الطعام في أثناء الانشغال بأشياء أخرى.
- الاستمرار في الأكل على الرغم من الشبع.
- الاعتماد على الطعام بوصفه وسيلة للراحة النفسية.
العواقب الصحية الخفية
حذر الخبراء من أن هذا النوع من السلوك يُحدث اختلالًا في التوازن الهرموني، مثل ارتفاع مستويات الأنسولين، وهذا يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وتراكم الدهون، والتهابات مزمنة، وشعور عام بالتعب والانتفاخ.
كيف نتخلص من الأكل العاطفي؟
أوصت الدكتورة سارة أهدمون ببدء فهم الذات ومشاعرها، من دون قسوة أو لوم. كما أنها شددت على أهمية الإصغاء للنفس بدل قمعها بالطعام.
ومن جهتها، تؤكد الدكتورة حورية مخلوقي، اختصاصية التغذية، أهمية نمط الحياة الصحي الذي يشمل:
- النوم الكافي والمنظم.
- النشاط البدني 3 مرات أسبوعيًا على الأقل.
- تمارين التنفس والتأمل.
- التغذية المتوازنة بإشراف مختصين.
- المضغ الواعي والتنفس في أثناء الأكل؛ لتعزيز الإحساس بالشبع.
وذكر الخبراء أن الأكل العاطفي ليس ضعفًا؛ بل رسالة من الجسد والعقل بوجود احتياج عاطفي غير مُشبع. والفهم والوعي والتوازن هي مفاتيح كسر هذه الحلقة.
فبدلاً من إخماد المشاعر بالسكريات، دعونا نتعلم كيف نُصغي إلى أنفسنا ونعالج جذور المشكلة.