هاشتاغ
بحث

أفريقيا تنقسم.. صدع جيولوجي يعيد رسم خريطة القارة ويثير تساؤلات المستقبل

28/06/2025

صدع-جيولوجي-في-أفريقيا-

شارك المقال

A
A


تشق قارة أفريقيا طريقها نحو تحوّل جيولوجي ضخم قد يُعيد رسم خارطة العالم كما نعرفها.


 فوفقاً لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، رصد علماء الجيولوجيا صدعاً هائلاً يمتد من الشمال الشرقي للقارة باتجاه الجنوب، ويهدد بانقسامها إلى شطرين مستقلّين خلال ملايين السنين القادمة.

تحول بطيء لكن مؤكد


لا يحدث هذا التحوّل بين ليلة وضحاها، بل يجري بوتيرة بطيئة جداً، تُقاس بالمليمترات سنوياً، لكن آثاره طويلة المدى قد تكون جذرية.


 ووفقاً للعلماء، فإن هذا الصدع يُعد جزءاً من منظومة جيولوجية أوسع تُعرف بـ"وادي الصدع العظيم"، والذي يمتد من منطقة عفر في إثيوبيا وصولاً إلى موزمبيق، بطول يتجاوز 6 آلاف كيلومتر.


وأظهرت صور الأقمار الصناعية والتقارير الجيوفيزيائية الحديثة وجود انشقاقات في طبقات الأرض السطحية في كينيا وأجزاء من تنزانيا، وهو ما يعزز من فرضية أن قشرة الأرض في تلك المناطق تمر بمرحلة انفصال تدريجية.



من قارة واحدة إلى قارتين


وفقاً للتقديرات العلمية، فإن الانقسام قد ينتج عنه قارتان منفصلتان تماماً، تفصل بينهما مياه محيط ناشئ. وفي حال استمرار الحركة التكتونية بنفس الوتيرة الحالية، فقد تظهر خلال 5 إلى 10 ملايين سنة منطقة مائية جديدة تفصل شرق أفريقيا (وتشمل كينيا، أوغندا، إثيوبيا، تنزانيا، وغيرها) عن بقية القارة الأم.


ويُعتقد أن بحرًا جديدًا سيبدأ بالتكوّن تدريجياً، يشبه في بداياته البحر الأحمر، لكنه مع مرور الوقت قد يتحول إلى محيط جديد يفصل "أفريقيا الشرقية" عن "أفريقيا الغربية".



لماذا يحدث هذا الانقسام؟


السبب الرئيسي لهذا التحول الجيولوجي هو حركة الصفائح التكتونية. إذ تقع القارة الأفريقية فوق ثلاث صفائح رئيسية: الصفيحة الأفريقية، وصفيحة الصومال، وصفيحة النوبة. 


وتتحرك هذه الصفائح بعيداً عن بعضها البعض ببطء، مسببةً تمزقاً في الغلاف الصخري للأرض، والذي يظهر على هيئة شقوق أرضية وزلازل وبركان ونشاط حراري مرتفع.


قال الدكتور مارتن بيرسون، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة كيب تاون، إن "هذا الانفصال يُعد دليلاً حيّاً على أن الأرض لا تزال في حالة تشكل ديناميكي دائم".


 وأضاف، أن "هذه التحولات نادراً ما تكون مفاجئة لكنها تترك آثاراً جذرية على المدى الطويل".

مؤشرات مرئية.. وتحذيرات مبكرة


من أبرز المؤشرات التي رُصدت مؤخراً هو ظهور شق أرضي ضخم في جنوب غرب كينيا عام 2018، بلغ طوله عدة كيلومترات وعمقه أمتاراً، مما أثار دهشة السكان المحليين.


 كما تزايدت وتيرة النشاط الزلزالي في المنطقة، في ما يراه الخبراء جزءاً من سلسلة التحولات التي ترافق تحرك الصفائح.


ورغم أن تأثير هذا الانقسام على حياة البشر حالياً محدود، إلا أن العلماء يحذرون من تجاهل هذه الظواهر، نظراً لأنها قد تُسبب مستقبلاً اضطرابات في البنية التحتية، مثل شبكات الطرق والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط والغاز.



انعكاسات مستقبلية على الجغرافيا والسياسة


التحوّلات الجيولوجية الكبرى كثيراً ما تؤدي إلى تغييرات جيوسياسية أيضاً. إذ يُتوقع أن تتأثر موارد المياه والأنهار العابرة للدول، وقد تظهر كتل برية جديدة، وتُعاد صياغة الحدود الجغرافية والبحرية للدول.


وعلى الرغم من أن هذه التغيرات ستأخذ ملايين السنين، إلا أنها تسلّط الضوء على هشاشة الأرض التي نعيش عليها، ومدى الحاجة إلى التنبّه لتحولات الكوكب الطبيعية.

هل نحن أمام قارة جديدة؟


قد تبدو الفكرة أقرب إلى الخيال العلمي، لكن نظرياً، نعم. يتوقع الجيولوجيون أن الانفصال الكامل قد يؤدي إلى ظهور قارة جديدة صغيرة تُعرف مؤقتاً بـ"أفريقيا الشرقية"، وستكون محاطة بالمحيط الهندي والمحيط الجديد الناشئ من الصدع.


وفي النهاية، يشير العلماء إلى أن رصد مثل هذه التغيرات الجيولوجية العميقة يُعد فرصة ذهبية لفهم تاريخ الأرض وتكوينها، وربما لمساعدة البشرية على التكيّف مع التحولات القادمة، سواءً على اليابسة أو في أعماق المحيطات.


انعكاسات مستقبلية على الجغرافيا والسياسة


التحوّلات الجيولوجية الكبرى كثيراً ما تؤدي إلى تغييرات جيوسياسية أيضاً. إذ يُتوقع أن تتأثر موارد المياه والأنهار العابرة للدول، وقد تظهر كتل برية جديدة، وتُعاد صياغة الحدود الجغرافية والبحرية للدول.


وعلى الرغم من أن هذه التغيرات ستأخذ ملايين السنين، إلا أنها تسلّط الضوء على هشاشة الأرض التي نعيش عليها، ومدى الحاجة إلى التنبّه لتحولات الكوكب الطبيعية..


هل نحن أمام قارة جديدة؟


قد تبدو الفكرة أقرب إلى الخيال العلمي، لكن نظرياً، نعم. يتوقع الجيولوجيون أن الانفصال الكامل قد يؤدي إلى ظهور قارة جديدة صغيرة تُعرف مؤقتاً بـ"أفريقيا الشرقية"، وستكون محاطة بالمحيط الهندي والمحيط الجديد الناشئ من الصدع.


وفي النهاية، يشير العلماء إلى أن رصد مثل هذه التغيرات الجيولوجية العميقة يُعد فرصة ذهبية لفهم تاريخ الأرض وتكوينها، وربما لمساعدة البشرية على التكيّف مع التحولات القادمة، سواءً على اليابسة أو في أعماق المحيطات


التعليقات

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025