يُعد التهاب المفاصل من الحالات الصحية المزمنة التي تؤثر في حياة الملايين حول العالم، وتُسبب الألم، والتصلب، وصعوبة الحركة.
ومع أن العلاجات الدوائية شائعة الاستخدام، فإن اتباع نظام غذائي صحي قد يؤدي دورًا محوريًا في إدارة الأعراض وتخفيف الالتهاب.
وقد أظهرت دراسات علمية أن أنواعًا معينة من الأطعمة تملك خصائص مضادة للالتهاب، تُساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
الغذاء وسيلة طبيعية لتقليل أعراض التهاب المفاصل
أكّدت صحيفة "Times of India" في تقرير نُشر مؤخرًا أن تناول أطعمة غنية بأحماض أوميغا-3، ومضادات الأكسدة، والألياف، يُمكن أن يُساهم في تقليل أعراض التهاب المفاصل، ويُخفف الشعور بالألم والتيبّس. وفي ما يأتي أهم الأطعمة التي تُوصي بها الصحيفة والمتوافقة مع الدراسات العلمية:
1. الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين والماكريل)
تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تُقلل من مستويات الالتهاب في الجسم.
ووجدت دراسة نُشرت في "Annals of the Rheumatic Diseases" أن أوميغا-3 تُخفف من ألم المفاصل والتيبس الصباحي.
ويوصي الخبراء بتناول حصتين إلى ثلاث أسبوعيًا.
2. الخضراوات الورقية الداكنة (مثل السبانخ والكرنب)
تحتوي على فيتامين K، ومضادات الأكسدة، والمغذيات النباتية التي تُقلل من الالتهاب وتحمي المفاصل.
و أشارت دراسة في "Journal of Nutrition" إلى أن تناول الخضار الورقي يقلل من مستويات بروتين C التفاعلي (CRP)، وهو مؤشر للالتهاب.
3. الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة (مثل التوت والعنب والكرز)
غنية بالأنثوسيانين والبوليفينولات، التي تُثبط نشاط الإنزيمات المسببة للالتهاب.
وساهم التوت خصوصاً في خفض علامات الإجهاد التأكسدي.
4. زيت الزيتون البكر الممتاز
يحتوي على الأوليوكانثال، وهو مركب مضاد للالتهاب يعمل بطريقة مشابهة لبعض مسكنات الألم غير الستيرويدية.
والنظام الغذائي المتوسطي، الذي يعتمد على زيت الزيتون، مرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض المفاصل الالتهابية.
5. المكسرات والبذور (مثل الجوز، وبذور الكتان، وبذور الشيا)
مصادر ممتازة لأوميغا-3 النباتية، وتحتوي على ألياف ومغذيات تُخفف من حدة الالتهاب.
وتعد حفنة يوميًا كافية للاستفادة من فوائدها.
النظام الغذائي المتوسطي: خيار شامل
تُجمع الدراسات على أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي -الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك- يُساهم في تقليل الالتهاب وتحسين أعراض التهاب المفاصل. ويُعد هذا النظام نموذجًا غذائيًا فعالًا بعيد الأمد وليس مجرد نظام علاجي مؤقت.
توصيات
يُعد الالتهاب العامل المشترك في غالبية أمراض المفاصل، وبالتالي فإن اعتماد نظام غذائي مضاد للالتهاب يُشكل وسيلة فعّالة لتخفيف الأعراض وتعزيز نوعية الحياة.
وبينما لا تُغني التغذية وحدها عن العلاج الطبي، لكنها تُشكل ركيزة أساسية في الإدارة الشاملة للمرض.