علماء يؤكدون: مخزون ذهب يتسرب من لب الأرض إلى الطبقات العليا

قال نيلز ميسلينج، عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة "غوتنغن" في ألمانيا ومؤلف التقرير الرئيسي الذي نُشر في 21 أيار/مايو في مجلة "نيتشر"، إنه "قبل نحو 40 عاماً، طُرحت لأول مرة نظرية مفادها أن النواة ربما تفقد بعض موادها في الوشاح، لكن الإشارات التي حصلنا عليها حتى الآن كانت غامضة للغاية".

وأضاف: "الآن، برأيي، لدينا أول دليل قوي جداً على أن بعض النواة ينتهي بها المطاف في الوشاح".

وكان العلماء يعلمون مسبقاً أن معظم الذهب الموجود على الكوكب أي أكثر من 99.95%، وف ميسلينج، يكمن في نواة الأرض المنصهرة، إلى جانب عناصر ثقيلة أخرى مثل البلاتين.

ومع تصادم النيازك في بدايات تاريخ الأرض، تكوّن خزان من هذه المعادن الثمينة عند تشكل نواة الأرض قبل نحو 4.5 مليارات سنة.

وتشير هذه الدراسة إلى أن كمية ضئيلة على الأقل من هذا الذهب قد تسربت إلى السطح، وهذا يثير احتمالًا مثيرًا للاهتمام بأنه إن استمر التسرب، فقد ينتقل المزيد والمزيد من هذا المعدن الثمين من مركز الأرض إلى القشرة الأرضية في المستقبل.

 وقال ميسلينج: "إنها طريقة جديدة وصعبة للغاية، لقد تمكنا من قياس الروثينيوم في صخور خالية تقريبًا من الروثينيوم. في نصف كيلوغرام (1.1 رطل) من الصخور، كانت النسبة أقل من مليغرام -إبرة في كومة قش بحجم كوكب! هذا مثير للغاية- على الأقل بنظر عالم كيمياء الأرض. لقد كانت عملية طويلة ولكنها مثيرة للغاية".

كما أوضح ميسلينج أن الذهب مشابه كيميائياً للروثينيوم؛ لذا إن كان اللب يتسرب منه الروثينيوم، فإن الذهب يتسرب منه أيضاً بكميات مماثلة.

لكنه لفت إلى أن "هذه كمية ستكون ضئيلة. وحتى لو أراد العلماء استخراج الذهب مباشرة من المصدر، وهو حدود اللب والوشاح، فإن ذلك أعمق بكثير مما تستطيع التكنولوجيا الحالية حفره".

وتابع: "في الواقع، يبلغ العمق نحو 236 مرة أعمق بئر تم حفرها على الإطلاق مثل بئر كولا العميقة في روسيا، والتي يصل عمقها إلى 12.3 كيلومتراً".