أظهرت دراسة طبية حديثة أن تناول كوب واحد من القهوة السادة يوميًا -من دون أي إضافات كالسكر أو الحليب- يمكن أن يرتبط بفوائد صحية كبيرة، تصل إلى الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتقليل معدلات الوفاة المبكرة.
وجاءت هذه النتائج ضمن تقرير نشره موقع "Health" الطبي، استنادًا إلى تحليل علمي موسع لبيانات صحية استمرت على مدى سنوات.
القهوة السادة... أكثر من مجرد مشروب منشّط
طالما عُرفت القهوة بقدرتها على تنشيط الذهن وتحسين التركيز، لكنها باتت اليوم تحت مجهر الباحثين لأسباب تتعلق بالصحة العامة.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن استهلاك القهوة السوداء المعتدل قد يكون له تأثير وقائي ضد عدد من الأمراض المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.
وقد تركزت الدراسة على أشخاص يتناولون القهوة من دون إضافات مثل السكر أو منتجات الألبان؛ إذ اتضح أن هذه الصورة النقية من القهوة قد تُقدم فوائد صحية أكثر وضوحًا من القهوة المحلاة أو المضاف إليها كريمة أو نكهات صناعية.
تفاصيل الدراسة
نقل موقع "Health "أن الدراسة اعتمدت على مراجعة وتحليل بيانات من آلاف المشاركين، تمت متابعتهم مدة طويلة، لرصد العلاقة بين استهلاك القهوة السادة وصحتهم العامة.
ووجد الباحثون أن تناول كوب واحد إلى ثلاثة أكواب من القهوة السوداء يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وفشل القلب، والسكتات الدماغية.
كما لوحظ أن معدلات الوفاة من جميع الأسباب كانت أقل عند من يتناولون القهوة بانتظام، مقارنة بمن لا يشربونها.
كيف تحمي القهوة القلب؟
تحتوي القهوة على مركبات طبيعية مثل البوليفينولات ومضادات الأكسدة، التي تؤدي دورًا مهمًا في تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية، وهذا يساهم في خفض ضغط الدم وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.
إضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن القهوة قد تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتحسين التمثيل الغذائي للدهون والسكر في الدم، وهذا يخفف من عوامل خطر أمراض القلب.
الفوائد ترتبط بالقهوة السادة فقط
شدد الباحثون على أن الفوائد الصحية لا تشمل القهوة المحلاة أو تلك المضاف إليها كميات كبيرة من الحليب أو الكريمات؛ إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى إدخال سعرات حرارية وسكريات مشبعة تضر بالصحة، وتلغي الفائدة المرجوة من القهوة نفسها.
اعتدال لا إفراط
على الرغم من الفوائد الصحية المثبتة، ينصح الأطباء بعدم الإفراط في شرب القهوة. الكمية المثلى تتراوح بين كوب إلى ثلاثة أكواب يوميًا، مع ضرورة مراقبة الأفراد حساسيتهم الشخصية تجاه الكافيين، وخاصة من يعانون القلق أو اضطرابات النوم أو ارتفاع ضغط الدم.
القهوة السادة، التي ظلت سنوات طويلة مشروبًا مفضلاً حول العالم، تبرُز اليوم أداة وقائية صحية طبيعية.
وبحسب ما ورد في الموقع، فإن تناولها بانتظام واعتدال قد يكون خطوة بسيطة لكنها فعّالة لتعزيز صحة القلب وتقليل خطر الوفاة المبكرة، وكما هو الحال دائمًا، يبقى التوازن والاعتدال هو المفتاح.
