يُعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكًا؛ إذ يُشخّص غالبًا في مراحل متقدمة، وهذا يجعل علاجه تحديًا كبيرًا.
ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في فهم المرض وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة، وهذا يمنح الأمل للمرضى حول العالم.
العلاجات المستهدفة والطفرات الجينية
أحرزت العلاجات المستهدفة تقدمًا كبيرًا، خاصة تلك التي تركز على طفرة KRAS، الموجودة في نحو 90% من حالات سرطان البنكرياس.
كما أظهرت أدوية مثل "داراكسونراسيب" نتائج واعدة في إبطاء نمو الورم.
ونال دواء "بيزينجري" من شركة "Merus" موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج أنواع نادرة من السرطان المرتبطة بطفرة NRG1، ومنها سرطان البنكرياس.
العلاج المناعي والعلاج الفيروسي
أثبتت دراسة حديثة أن العلاج المناعي قبل الجراحة يحسن فرص النجاة من دون زيادة في المضاعفات.
وتعمل شركات مثل "Oncolytics Biotech وCandel Therapeutics" لتطوير علاجات فيروسية لتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الورم، من بينها "بيلا ريريب" و"CAN-2409".
الفيتامينات والعلاجات التكميلية
أظهرت دراسة من جامعة "آيوا" أن الجرعات العالية من فيتامين C مع العلاج الكيميائي تضاعف معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البنكرياس في مراحله المتأخرة من 8 إلى 16 شهرًا، وهذا يشير إلى إمكانية تعزيز فعالية العلاج التقليدي.
الذكاء الاصطناعي والتشخيص المبكر
يُستخدم الذكاء الاصطناعي حاليًا لتحسين دقة التشخيص. طورت مؤسسة "Northwell Health" نظام "iNav" لتحليل صور الأشعة والكشف عن الأورام مبكراً. كما يعمل باحثون في "Mayo Clinic" لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأكياس البنكرياسية وتحديد احتمالية تحولها إلى أورام سرطانية.
تقنيات الإشعاع المتقدمة
أظهرت دراسات أن استخدام "الحقول المعالجة للأورام" (Tumor Treating Fields) مع العلاج الكيميائي يحسن فرص النجاة بنسبة 13%.
كما يُجرى تطوير تقنيات لتوصيل الأدوية الإشعاعية، مثل "أميفوستين" بوساطة الأنف، لتقليل الضرر على الأنسجة السليمة.
اختبارات الدم والكشف المبكر
يُعمل لتطوير اختبارات دموية دقيقة للكشف عن سرطان البنكرياس في مراحله الأولى. من بينها اختبارات تعتمد على مؤشرات حيوية تظهر دقة تصل إلى 85%، وأخرى تركز على مرضى السكري حديثي التشخيص بوصفهم ضمن الفئات المعرضة للخطر
الطب الدقيق والعلاجات المخصصة
الطب الدقيق يُحدث فرقًا في العلاج، خاصة للمرضى الذين يحملون طفرات جينية مثل BRCA، والذين يمكنهم الاستفادة من مثبطات PARP. كما تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد العلاج الأنسب بحسب التركيب الجيني لكل مريض.
الابتكارات في الجراحة والتصوير
تم تطوير أدوات جراحية مثل AEONT TM لتقليل المضاعفات في جراحات البنكرياس، إلى جانب استخدام تقنيات التصوير الموجّه بالموجات فوق الصوتية (EUS) في العمليات الدقيقة.
على الرغم من صعوبة علاج سرطان البنكرياس، فإن التقدم العلمي في العلاجات المناعية، والجينية، والفيزيائية، إضافة إلى التشخيص المبكر، يوفر أملًا متجددًا للمرضى حول العالم.
ومن الواضح أن التكامل بين التكنولوجيا الحديثة والطب الدقيق قد يحدث تحولًا كبيرًا في مستقبل هذا المرض المعقد.
