يُعد عيد الأضحى المبارك، أو "العيد الكبير"، من أبرز المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يحتفل المسلمون بذكرى استعداد النبي إبراهيم عليه السلام للتضحية بابنه طاعةً لأمر الله، قبل أن يُفدى بكبش عظيم.
ورغم وحدة الشعائر الأساسية، فإن مظاهر الاحتفال تتنوع بين البلدان، مما يعكس ثراء وتنوع الثقافات الإسلامية.
السعودية: قلب الحج وروح التضحية
في المملكة العربية السعودية، يتزامن العيد مع ذروة موسم الحج، حيث يحتشد ملايين المسلمين في مكة المكرمة لأداء المناسك.
بعد صلاة العيد، يقوم الحجاج والسكان المحليون بذبح الأضاحي، وتوزيع اللحوم على المحتاجين، في تجسيد حي لمعاني الإيثار والتكافل.
مصر: الفتة والتكبيرات والاحتفاء الجماعي
في مصر، تبدأ الاحتفالات بصلاة العيد في الساحات والمساجد، تتبعها تكبيرات تملأ الأجواء.
تُعد "الفتة" من الأطباق الرئيسية على موائد المصريين، وتُوزع اللحوم على الأقارب والفقراء، مع تبادل الزيارات والتهاني بين الأهل والجيران.
المغرب: تقاليد فريدة واحتفالات مميزة
في المغرب، يُطلق على العيد اسم "عيد الكبير"، وتبدأ التحضيرات قبل أيام، حيث تُنظف وتُزين المنازل، ويُشترى الكبش للأضحية.
من التقاليد الفريدة "بوجلود"، حيث يرتدي الشباب جلود الأضاحي ويتجولون في الأحياء، مرددين الأهازيج الشعبية.
سوريا: طقوس متجذرة رغم التحديات
في سوريا، يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك بأداء صلاة العيد في المساجد والساحات العامة، يليها ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها على المحتاجين والأقارب.
و تُعدّ زيارة القبور وقراءة الفاتحة على أرواح الموتى من العادات الراسخة، حيث يحرص الأهالي على زيارة مقابر أحبائهم صباح العيد.
تجتمع العائلات السورية على موائد عامرة بأطباق تقليدية مثل "الفتة باللحم" و"المحاشي"، وتُقدّم الحلويات الشرقية كالمعمول والغريبة.
كما يُمنح الأطفال "العيدية" نقدًا أو هدايا بسيطة، وتُقام زيارات متبادلة بين الأهل والجيران لتبادل التهاني.
فلسطين: تراث متوارث وطقوس فريدة
في فلسطين، تبدأ الاحتفالات بصلاة العيد في المساجد والساحات، وخاصة في المسجد الأقصى لمن استطاع الوصول إليه.
يلي ذلك زيارة القبور وقراءة الفاتحة على أرواح الموتى.
وتُعدّ صناعة كعك العيد "المعمول" من التقاليد العريقة، حيث تتجمع النساء لتحضيره بحشوات التمر أو الجوز.
كما يُمنح الأطفال "العيدية"، وتُقام زيارات جماعية للأقارب والأصدقاء. يُعتبر خبز الصاج من الأطعمة الأساسية في العيد، ويُستخدم في إعداد أطباق مثل "المنسف" و"الفتة" .
لبنان: احتفالات مميزة وتقاليد متوارثة
في لبنان، تبدأ التحضيرات للعيد قبل أيام، حيث يتوجه الناس إلى الأسواق لشراء الملابس الجديدة والحلويات.
تُقام صلاة العيد في المساجد، يليها ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها.
تُزيّن الشوارع والمنازل بزينة العيد، وتُعلّق لافتات التهنئة. تُقدّم "العيدية" للأطفال، وتُعدّ موائد عامرة بأطباق مثل "الكبة" و"المشاوي".
كما يُعدّ "المعمول" من الحلويات التقليدية التي تُحضّر خصيصًا للعيد .
الإمارات: مزيج من الأصالة والحداثة
في الإمارات، تبدأ الاحتفالات بصلاة العيد، يليها ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها. تُقدّم "العيدية" للأطفال والنساء، وتُعدّ "فوالة العيد" التي تشمل أطباقًا مثل "الهريس" و"اللقيمات" و"البلاليط".
تُزيّن النساء أيديهن بالحناء، وتُرتدى الملابس التقليدية. تُنظّم فعاليات ترفيهية مثل عروض الألعاب النارية والمهرجانات الثقافية.
كما يُطلق "مدفع العيد" في دبي للإعلان عن قدوم العيد، في تقليد تراثي مستمر .
تُظهر هذه العادات والتقاليد كيف يحتفل المسلمون في مختلف البلدان بعيد الأضحى المبارك، مع الحفاظ على الروح الدينية والتقاليد الثقافية الخاصة بكل مجتمع.
إندونيسيا: أكبر تجمع للمسلمين وطقوس مميزة
تُعرف إندونيسيا، ذات أكبر عدد من المسلمين في العالم، باحتفالاتها المميزة بعيد الأضحى.
تبدأ الليلة السابقة بـ"التكبير الجماعي" في الشوارع والمساجد. وفي يوم العيد، تُقام الصلوات في الساحات، وتُذبح الأضاحي، وتُوزع اللحوم على المحتاجين، مع إعداد أطباق تقليدية مثل "رندانغ" و"ساتاي".
نيجيريا: تحديات اقتصادية تؤثر على الاحتفالات
في نيجيريا، يواجه المسلمون تحديات اقتصادية أثرت على القدرة على شراء الأضاحي، حيث ارتفعت أسعارها بشكل كبير. ورغم ذلك، يحرص الكثيرون على أداء الشعائر، مع التركيز على توزيع اللحوم على المحتاجين، في ظل دعوات العلماء للتخفيف عن الفقراء.
تركيا: زيارات المقابر واحتفاء بالتراث
في تركيا، يُعرف العيد باسم "قربان بيرم"، ويبدأ بزيارة المقابر والدعاء للأموات، ثم أداء صلاة