هاشتاغ
بحث

"من الإرهاق إلى السكتة الدماغية: الوجه الخفي للعمل المفرط"

06/06/2025

الإفراط-في-ساعات-العمل-

شارك المقال

A
A


يُعتبر العمل لساعات طويلة رمزًا للجد والاجتهاد في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة.


إلا أن الدراسات العلمية الحديثة تكشف عن جانب مظلم لهذا النمط من الحياة، حيث تؤثر ساعات العمل المفرطة سلبًا على الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات هيكلية ووظيفية تؤثر على الصحة النفسية والجسدية.


تغييرات هيكلية في الدماغ:


أظهرت دراسات حديثة أن العمل لساعات طويلة يؤدي إلى ترقق المادة الرمادية في قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة المسؤولة عن التنظيم العاطفي، واتخاذ القرارات، والذاكرة العاملة. هذا التغيير قد يضعف القدرة على التركيز، ويزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء، ويؤثر على القدرة على التعلم والتفكير المنطقي. بحسب 'العربية نت".


تراكم السموم العصبية:


وأشارت دراسة نُشرت في مجلة "كارينت بيولوجي" إلى أن التفكير المكثف لفترات طويلة يؤدي إلى تراكم مادة الجلوتامات في قشرة الفص الجبهي، مما يسبب الإرهاق العقلي ويقلل من القدرة على اتخاذ قرارات معقدة.


التأثيرات النفسية والسلوكية:


العمل لساعات طويلة مرتبط بزيادة مستويات التوتر والاكتئاب، وقد يؤدي إلى تضخم اللوزة الدماغية (الأميغدالا)، المسؤولة عن استجابة "القتال أو الهروب"، مما يجعل الفرد أكثر عرضة للقلق والتوتر.


مخاطر صحية جسدية:


وأظهرت دراسة فرنسية أن العمل لأكثر من 10 ساعات يوميًا لمدة 50 يومًا في السنة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 29%، وترتفع هذه النسبة إلى 45% لدى من يعملون بهذه الوتيرة لأكثر من 10 سنوات.


تأثير على النوم والأداء:


العمل المفرط يؤثر سلبًا على جودة النوم، مما يؤدي إلى التعب المزمن، وقلة التركيز، وزيادة احتمالية ارتكاب الأخطاء.


كما أن قلة النوم تؤثر على الصحة العامة وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.


توصيات للحفاظ على صحة الدماغ:


- تحديد ساعات عمل معقولة: الالتزام بساعات عمل لا تتجاوز 40-50 ساعة أسبوعيًا.


- أخذ فترات راحة منتظمة: الاستراحة القصيرة خلال ساعات العمل تساعد على تجديد النشاط الذهني.


- ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم يحسن من تدفق الدم إلى الدماغ ويقلل من التوتر.


- الحفاظ على نمط حياة صحي: تناول غذاء متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب العادات الضارة.


- طلب الدعم عند الحاجة: التحدث مع الأصدقاء أو المتخصصين عند الشعور بالإجهاد أو التوتر.


ويؤكد الباحثون أن الإفراط في العمل لا يقتصر تأثيره على الإرهاق الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل تغييرات هيكلية في الدماغ تؤثر على الصحة النفسية والقدرات الإدراكية. لذا، من الضروري إعادة النظر في ثقافة العمل المفرط، والسعي لتحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية. فالصحة النفسية والجسدية ليست رفاهية، بل أساس لحياة متوازنة ومنتجة.

التعليقات

الصنف

صحة

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025