تسعى دول الخليج العربي إلى إعادة رسم خارطة التكنولوجيا العالمية، بضخ استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ضمن خطة طموحة تهدف إلى ترسيخ مكانتها بوصفها قوة تكنولوجية تنافس الولايات المتحدة والصين، وفق ما أورده موقع "Rest of World".
استثمارات تتجاوز التريليوني دولار
تعهدت السعودية، والإمارات، وقطر بإبرام صفقات واستثمارات تتجاوز قيمتها الإجمالية تريليوني دولار، في قطاعات تشمل البنية التحتية السحابية، والروبوتات، وتطوير الخوارزميات، وتأسيس مراكز أبحاث عالمية المستوى.
وتم إعلان هذه الالتزامات بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والتي ركزت تركيزاً خاصاً على تعزيز التعاون التكنولوجي والدفاعي مع الحلفاء الخليجيين، في ظل تصاعد التنافس الجيوسياسي والتقني على مستوى العالم.
رؤية استراتيجية تتجاوز النفط
ترى دول الخليج أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار تنموي؛ بل ضرورة استراتيجية لمرحلة ما بعد النفط. وتندرج هذه الاستثمارات ضمن رؤى وطنية كبرى مثل "رؤية السعودية 2030" و"استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي"، اللتين تهدفان إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز التحول الرقمي على نطاق واسع.
وبحسب تقرير "Rest of World"، فإن الدول الخليجية لا تكتفي بدور المستهلك أو الممول؛ بل تسعى إلى تطوير تقنيات محلية وشراكات عالمية مع عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك شركات أمريكية وآسيوية وأوروبية.
الذكاء الاصطناعي.. محور جديد للتحالفات
تزامن هذا الزخم الاستثماري مع زيارة ترامب منح بعدًا جيوسياسيًا للمشهد؛ إذ تشير التحركات إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا محوريًا في العلاقات الدولية، وليس فقط أداة تنموية أو اقتصادية.
ووفق محللين، فإن التحالفات التي تُبنى اليوم في التكنولوجيا قد تعيد تشكيل ميزان القوى العالمي، وهذا تدركه دول الخليج وتسعى إلى استثماره بتحركات سريعة واستثمارات ذات طابع استراتيجي بعيد الأمد.
وفي ظل السباق العالمي المحموم نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، تخطو دول الخليج خطوات حثيثة لتكون لاعبًا فاعلًا، لا مجرد مراقب أو ممول؛ بل منافسًا حقيقيًا يسعى إلى الصدارة برؤية استراتيجية واضحة، وموارد مالية ضخمة، وشراكات استراتيجية ذكية.
وإن استمرت هذه الجهود بالوتيرة الحالية، فقد نشهد في المستقبل القريب تحول الخليج من مركز للطاقة التقليدية إلى مركز عالمي للطاقة التكنولوجية.