يتسبّب الاستعمال المفرط للهواتف الذكية في تغييرات غير متوقعة على ملامح الوجه، وفق ما تؤكده دراسات طبية حديثة.
فقد حذّر أطباء الجلد من أن النظر المتكرر إلى الأسفل عند استخدام الهاتف يؤدي إلى ارتخاء عضلات الرقبة والفك السفلي، وهذا يُسرّع في ظهور الذقن المزدوج والتجاعيد المبكرة، حتى عند الفئات العمرية الشابة.
الوضعية الخاطئة تغيّر ملامح الوجه
كشفت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Clinical and" Aesthetic Dermatology (2023)" أن الوضعية الشائعة للرأس عند استعمال الهاتف تُحدث ضغطاً مستمراً على عضلات الرقبة وقاع الفم، وهذا يؤدي إلى ترهّل الجلد وضعف البنية داعمة الوجه.
وتقول الدكتورة شيرين إدريس، طبيبة جلدية معتمدة في نيويورك: "الوضعية المنحنية للرأس في أثناء استخدام الهاتف تُضعف عضلات الرقبة وقاع الفم بمرور الوقت، وهذا يؤدي إلى ارتخاء الأنسجة وظهور الذقن المزدوج ظهوراً مبكراً حتى عند الأشخاص النحيفين".
عادات يومية في موضع الاتهام
قالت الدكتورة ميشيل غرين، اختصاصية الأمراض الجلدية في نيويورك، إن هذه الظاهرة لا ترتبط فقط بالعمر أو الوراثة.
وتابعت: "نرى اليوم مرضى في العشرينات من العمر يعانون ترهلات في الفك السفلي. السبب في الغالب هو الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والانحناء ساعات طويلة نحو الشاشة".
أما الدكتورة ديندي انجلمان قالت إن تكرار هذه الوضعية يترك أثراً دائماً في الجلد.
وتابعت: "نحن نخلق تجاعيدنا بأيدينا. كل مرة نطأطئ رؤوسنا إلى الأسفل، نُكرر الضغط في المنطقة نفسها في العنق، وهذا يؤدي إلى تشكّل خطوط وتجاعيد دائمة".
تجاعيد الهاتف
إلى جانب الذقن المزدوج، تظهر تجاعيد دقيقة تُعرف علمياً بـ"Tech Neck Wrinkles"، تنتج عن طي الرقبة المتكرر باتجاه الهاتف. هذه التجاعيد التي كانت تُلاحظ في سنّ متقدمة، باتت اليوم تظهر عند الشباب والمراهقين نتيجة الاستخدام الطويل للهواتف من دون انتباه لوضعية الجسم.
الهواتف تنضم إلى قائمة الأسباب
في السابق، عُد التقدّم في العمر، والعوامل الوراثية، وزيادة الوزن من أبرز أسباب الذقن المزدوج، لكن تقرير "الجمعية الأمريكية لجراحة الجلد" (ASDS, 2022) أضاف الاستخدام العشوائي للهواتف إلى هذه القائمة، مؤكداً وجود علاقة مباشرة بين عدد ساعات استخدام الهاتف ومظاهر ترهّل الوجه.
حلول عملية من دون جراحة
لحسن الحظ، يقترح الأطباء حلولاً غير جراحية، يمكن أن تساهم مساهمة كبيرة في الحدّ من هذه المشكلات، ومنها:
- رفع الهاتف إلى مستوى العينين عند الاستخدام.
- إبقاء اللسان ملامساً لسقف الفم لدعم قاع الوجه.
-ممارسة تمارين شدّ للرقبة والفك السفلي.
وتوضح د. إدريس أن "تعديل وضعية الرأس في أثناء استخدام الهاتف يمكن أن يخفف بنسبة تصل إلى 80% من حدة الذقن المزدوج، من دون تدخل تجميلي".
ويُعيد هذا النوع من الدراسات النظر في تأثير التكنولوجيا في الإنسان، ليس فقط من الجانب النفسي أو البصري؛ بل حتى في ملامح الوجه وشكل الرقبة.
ومع ازدياد اعتمادنا على الهواتف الذكية، تظهر أهمية التوعية بضرورة استخدامها بوضعيات صحية تحافظ على شباب الوجه وتمنع الترهّل المبكر.